آخر الأخبار

موعد على العشاء ....

كانت قد قاطعت مرآتها منذ فترة طويلة، بعد صداقة دامت سنوات شبابها...لكنها اليوم مرغمة على استشارتها فهي على موعد عشاء مع شاب وسيم...وضعت نظارة "القرب" وأخذت تحاول أن تخفي ما استطاعت من تراكمات الزمان فوق وجهها بإمكاناتها البسيطة فهي لم تكن يوما من محبي التبرج والزخرفة..

ارتدت ثيابها بتمهل تايور بسيط لكنه أنيق مرتب ، لبست عقد اللؤلؤ الذي كان لأمها....سرحت شعرها بتأن واهتمام وضعت بضع قطرات من عطرها المفضل، صبغت شفتيها بحمرة وردية خفيفة...

أخذت تنتظر...لقد مضى زمان طويل لم يدعها أحد فيه على العشاء...فقد توفى شريك العمر وتزوج الأولاد وأصبحت لهم بيوتهم ومشاغلهم وهمومهم...

رن جرس الباب...أتى حاملا باقة من أزهار الغاردينيا التي تحبها ، كم أنت جميلة يا أمي هذا المساء  قال لها وقبل خديها...

وفي المطعم الفاخر جلسا في ركن هادىء لأنه كان يعلم أنها لا تطيق الصخب...تحدثا تضاحكا  مر الوقت سريعا ممتعا...

وعند الباب قبلته مودعة وبنظرة امتنان من عينيها غمرته....لقد جعلتني جميلة هذا المساء يا ولدي....