هنا وهناك
أنا وأنتَ
كنتُ سأكون...
أي برزخ نقطع، وأي تباعد نختار، ونحن المحجورون بالمكان والزمان والذات ووجهة النظر...
أي خوف نختار، ونحن المحاصرون بالخوف من الله ونوّابه والقائد وأزلامه والفقر وأخوته وأخيرا كوفيد التاسع عشر...
ليس في يدي عصفور، ولا على الشجرة عشر عصافير.
لم تعد يدي تحشر أنفها في عناق، لقد أطبق العناق عليها كفخ دبق، بعض العناق له طعم دمي، وبعضه كتهجّي الأبيض اللا لون في رأس الخمر والماء...
لم تعد يدي تبصم، لقد صارت بصمتي حبلا طويلا يجرني خلفه ككلب ممنوع من العض.
لم تعد يدي تضرب حجارة، لم يعد هناك أشجار مثمرة.
لم تعد يدي ترجم، لقد زنتْ إصبعها الوسطى بالناموس وأولاده وأحفاده من الشرائع.
لم تعد يدي تصافح، فهي تحك قفا العالم.
لم تعد يدي تلّوح، فهي تتفقد ما في جيبي.
لم تعد يدي ترفع تحية، صار لها أكثر من كوع.
لم تعد يدي دولة الإبهام، صار إبهام الدولة سفّاحا لا يحاور ولا يقابل أحدا.
لم تعد يدي تبتكر، صارت قدما صينية في قالب العالم.
يدي أضحت كجزيرة قبرص التائهة تشير سبابتها إلى حضن أمي.
يدي بلا خواتم، يدي تمسك الماء والهواء والسماء.
يدي تمسك يدكِ،
كي لا تكره الكواكب الأرض ويرموها في بئر يوسف...
==