آخر الأخبار

بين طبيعة وطني وطبيعة الغربة مساحة ذهول!

لازلت أكتشف الطرقات الجديدة هنا، كل ما أعيشه الآن جديد إلّا مشاعري.
انتقلت مؤخرًا لمكان بعيد عن وطني الأم، باحثة عن الهدوء الذي لم ألقاه يومًا.
رحت أجول في حديقة خضراء ضخمة، التقيت النهر والشجر، الزهر والطير، وجميعها رحبت بي.
زاد النهر خريره ليعزف مقطوعة موسيقية هادئة، و طلب جذع الشجرة من الأوراق السقوط في حضني ليقول وإياها:"أهلا بك"، أما الزهر فكان ملونًّا بالطمأنينة البيضاء، و الطير قد علا للسماء ناثرًا صيحات حرية مختلفة. 
كم تمنيت رؤية الطبيعة في وطني مرتاحة البال هكذا !
نحن البشر نعلم أن لا راحة لنا مهما ابتعدنا إن كانت بصمة الوجع قد علقت في ثيابنا وبين ضلوعنا ورسمت فينا قلعتها الخاصة المحملة بهموم بلدنا، لكن ما ذنب الطبيعة أيضًا لتعيش أوجاعنا؟ 
حملناها ثقل كمدنا وها نحن الآن نتركها لنرتمي في أحضان طبيعة أخرى. 
لكن ثمة ما هو مختلف الآن، أستطيع أن أفهم صلة الوصل القوية بين أحزاننا ومنظر طبيعتنا "الأم" بعد محاولات جهيدة لمعرفة سبب ذبولها. 
نعم، الطبيعة الخضراء واحدة لكن الإختلاف في طبيعة البشر.
في وطننا لا مساحة للأمان، لا مساحة للحرية، لا مساحة للحب أما هنا فأنا أرى الأمان في أكثر الشوارع ظلاما وأشاهد الحرية من الترددات الصوتية للأطيار، أما الحب؟ فأراه في كل مكان !
ليتني أستطيع إنكار الخلاصة بأن وطني الحقيقي هو الذي غادرته، لكن و بما أنني أعترف بالمغادرة، وأنا واقفة على جسر لم أره إلا اليوم، فلا مجال للهروب أكثر. 

إن الأرض التي تحتضنك اليوم بقوة هي الوطن وكفى...

ألِين