آخر الأخبار

ابنة الجن للشاعر فراس حامد شقير من سورية

( أبنةُ الجِّنِ )

 

وفاتنتي إذ أقبلـتْ..

تبخّـرَ الهـواءُ مـن المكانْ

وأبدلتْ ذراتِ النسيمِ بسحرِها

غيـومَ عطـرٍ وضوءَ كهرمـانْ

دوختني إبنةُ الجِّـنِ وغـادرتْ

ببسمةٍ مثل الندى ونظـرتينْ

صرتُ بعدها سليلَ الشـوق

هائمٌ بيـنَ ذاكرةٍ.. فنسيانْ..

كيفَ أرضيها وأدخلُ قلبها

وبيني وبينَ لُقياها كوكـبـانْ.!؟

كــوكبٌ من شرقنا المسكونِ

بالخوفِ.. بالرعبِ.. بالإدمانْ

على الرحيلِ ثم الرحيلِ

من الحبِّ.. 

من الله..

من قسوة الأوطـانْ!

وكـوكبٌ للوصلِ خبأتهُ

بينَ هدبيها بخفةٍ وإتقانْ

سلّمتني للشوقِ مأسوراً

بلا تاجٍ..

بلا مُلكٍ.. 

بلاصولجانْ...

علّمتني كيفَ أطيرُ بحبِّها

وسلبت من كتفيَّ جناحينْ

وما درت أني قد أحببتها حباً.. 

توجنْي كسيدٍ لملوكِ الجانْ

أرمي الكواكب خلفَ ظهري

واُسكِنُ الشمسَ بفوهةِ بركان

وأزرعُ الوردَ تحتَ خطوِها

فأينما مرتْ سيولد بستانْ

سأكتبُ لها أني أحبها..

على السماءِ..

فوق الماء..

تحت مقعدها..

وعلى صدرِ الزمـانْ ..

 

فراس حامد شقير