آخر الأخبار

لقاء عين على الجالية مع السيدة ... حنان المجدوب

السيدة  ... حنان المجدوب ، ناشطة في جمعية نسائية (مسجد الرحمة) ونموذج نسائي عربي ناجح استطاع أن يندمج في المجتمع الكندي ويضع بصمة واضحة في الحياة الكندية بشكل عام .

 

س: سعيد بإستضافتك اليوم في ركن عين على الجالية كنموذج نسائي عربي ناجح استطاع أن يندمج في المجتمع الكندي ويضع بصمة واضحة في الحياة الكندية بشكل عام ، أرجو من حضرتك تعريف نفسك للجالية العربية. 
حنان المجدوب تونسية كندية وزوجة وأم لثلاثة أبناء حاصلة على بكالوريوس في علوم الأحياء وعلوم الجيولوجيا (علوم الأرض) ناشطة في جمعية نسائية (في مسجد الرحمة)


س: بالتأكيد كان لك ولعائلتك طموح معين عندما أتيتم لكندا، ما هي التحديات التي واجهتكم ، وكيف تغلبتم على المصاعب؟
في الحقيقة التحقت بزوجي الحبيب للعيش معه في كندا وككل عائلة لدينا طموح في بناء المجتمع للأفضل بإستمرار 
أما التحديات فكانت كبيرة جداً بحكم الإبتعاد عن العائلة الكبيرة التي قد تساعد بشكلٍ واضحٍ في المساهمة لإنجاح المسار سواءاً على صعيد العائلة الصغيرة أو المشاريع التي تحلم بإنشائها ومشاركتها مع الجالية العربية والمجتمع ككل..

 

س: خبرينا عن خبرتك المهنية وكيف تحولت إلى مجال الوصفات الصحية؟
منذ الصغر طبيعتي إنني أعشق الطبيعة والألوان والأشجار والخضار والزهور والفواكه والطبيعة بكل مكوناتها من جبالٍ وبحارٍ وأماكن
كلما كنت أنظر إلى الخضار والبذور والفواكه كنت أشتاق لمعرفة العناصر الغذائية فيها وأتمنى أن أتعرف على فوائدها ... تطورت معي هذه المعرفة حتى أصبحت أتلذذ كلما أتقنت وصفة صحية قد تساعد في الإعتتاء بالصحة والبشرة والشعر وفي نفس الوقت كنت أقتنص الفرص لمساعدة المقربين من الصديقات بتوعيتهن للحفاظ على الصحة والإنتباه للمستقبل قبل فوات الأوان 
كنت أتأثر ولازلت عندما أسمع أن شخصاً ما عنده مرض السكر أو الكوليسترول أو الضغط وكان هذا سبب بحثي أكثر وتعمقي في هذا المساق 
أصبحت رؤيتي كيف أساعد الآخرين للتماثل للشفاء بطريقة تغيير نمط الحياة وبطريقة توعوية وأكلات لذيذة بنفس الوقت دون الشعور بالحزن أو الألم أو الإحساس بالعجز ...ثم واصلت البحث والتجربة حتى أصبح لدي العديد من الوصفات الصحية  اللذيذة والتي تفوق بطعمها الحلويات المعروفة والأطعمة المعتادة التي تجعل من يتناولها يتلذذ بالأكل دون ندم وهو بصحة جيدة. 

 

س: تختلف الوصفات العربية عن غيرها من الوصفات بأنها وصفات دسمة وسعراتها الحرارية مرتفعة مقارنة مع أطعمة من ثقافات أخرى، يا ترى ما سبب هذا، وهل طبيعة المكان تؤثر على النظام الغذائي للمجتمع ؟
تمازج الحضارات والأخذ بالموروث الحضاري يجعل الإختلاف واضحاً في كل الوصفات ولكن دائماً نجد نقطة أو نقط إلتقاء بين جميع الأطباق مما قد يوحي بوصفات جديدة ممتزجة الثقافات.
طبيعة المكان تجعل الإنسان بحاجة ماسة إلى طاقة معينة سواء عالية أو منخفضة وكذلك حسب طبيعة العمل ، مما يحدد الأطباق في كثير من الثقافات حسب تواجد المنتجات الغذائية.
فالذي يعمل في مجال الزراعة، على سبيل المثال، بالطبع يستهلك الكثير من الطاقة مقارنة بمن يعمل في مكتبه، والرياضي يحتاج الكثير من الطاقة مقارنة بالإنسان العادي.. فالواجب على الإنسان أن يكون كيساً واعياً يهتم بصحته واحتياجاته البدنية وربط السعادة دائما بالعيش السليم الصحي الإنتاجي وليس في كسب السعرات الحرارية الزائدة..


س: يتحجج البعض بأن الوصفات الصحية غالبة ما تكون غير شهية لذلك يعزف الناس عن تناول الوجبات الصحية ويتجهون إلى الوجبات السريعة غير الصحية  رغم تبعاتها على الصحة كأحد مسببات السمنة ، كيف يمكننا إغراء الناس بتناول وجبات صحية وإعتماد نظام غذائي صحي للوقاية من أمراض السمنة وما شابه؟
في الحقيقة إن الإنسان يستسهل الحياة في نمطها العادي حتى لوكان سلبياً ويشعر بالتعب الذي قد ينتج من التفكير والعمل في التغيير للأفضل.
وفي رأيي أن كل الأكل الصحي قد يكون أغلى ثمناً ولكن من خبرتي أن الشخص لا يحتاج للكميات الكبيرة حتى يشبع، فهي معادلة واتزان في الاكل، والتفكير قبل ملء المعدة برغبات النفس والعين، فالعين تعشق الجمال المرئي والعقل يعشق الجمال التركيبي التوضيحي للعناصر الغذائية.
الغذاء الصحي جميل جدا ولذيذ وكيفية تقديمه تزيده جمالاً... يجب الفهم والوعي أن الغذاء الصحي تعود منفعته على البشرة والشعر والعيون وهيكل الجسم وصحة جميع أعضائه.
فبدلاً من الذهاب والبحث عن أدوية تساعد على جمال البشرة والشعر والجسد فإن الأكل الصحي يختصر الطريق إلى قمة الجمال، وهو أسلوب حياة لابد من التصالح والتفاهم مع النفس والعقل حول كل هذه المفاهيم، واختصاراً لابد من تفعيل العقل ثم النظر بالعين ثم الاقبال لاختيار نوعية الأكل التي تشبع لرغبة والطموح في الوصول الى حياة أفضل. وأنوه أن شرب الماء ضروري جداً في جميع الحالات.


س: ما اهتماماتك غير الطبخ الصحي ، وما هي مشاريعك المستقبلية؟
أولاً عن تجربتي حول الأكل الصحي وجدت أن أغلب الناس يجب توعيتهم و تعليمهم عن تعامل الجسم مع الغذاء برؤية علمية، وبالتالي أطمح لإنشاء جمعية توعوية تثقيفية تعلم الصغار والكبار كيفية التعامل مع الجسم وماهي احتياجات كل جسم بناءاً على تركيبه وحجمه وكيف نربط بين احتياجات الجسم والغذاء وماهي الطرق الأمثل لاختيار الطرق السليمة لبناء الجسم بصورة صحيحة .. وكذلك طريقة شراء التموين والذكاء في الاختيار، وفي الوقت الحالي أملك مشروعي في عمل الحلويات التونسية الصحية المعتمدة على المكسرات 
وأفكر بعدة مشاريع أخرى قابلة للنقاش. (Tunisian House Delights) ولدي صفحة على الفيسبوك 


س: كثير من أبناء الجالية العربية تخشى الاندماج في المجتمع الكندي ، ولكن أنت من الواضح أنك من النماذج التي نجحت في الاندماج  في المجتمع  وسجلت بصمة نجاح ، ماذا تقولين لأبناء الجالية بخصوص الاندماج؟
بصراحة الاندماج ضروري لكل إنسان.. ولكن الاندماج لا يعني التخلي عن أصولك وعاداتك وتقاليدك ولكن الاندماج يعني الاخذ من كل ثقافه الإيجابي منها والتي تتوافق مع أهدافك وطبيعتك لخلق بصمتك الجديدة.. إذا هي عبارة عن مزيج مما اكتسبته من إيجابيات ثقافتك وعاداتك وقناعاتك وإيجابيات المجتمع الذي تعيش فيه فتصل إلى النجاح بالمثابرة والعطاء والمساعدة والثقة بانك على طريق سليم متحلياً بالأخلاق العالية في التعامل مع كل أطياف المجتمع.


س: بماذا تنصحين القادمين الجدد من أبناء الجالية العربية بناء على خبرتك التي عشتها، وماذا تقولين للمرأة العربية تحديداً ؟
أرحب بالقادمين الجدد وأنصحهم بالمثابرة والعمل المتواصل والمجتهد والتعامل الراقي والتمسك بالأخلاق الحميدة. 
بالنسبة للمرأة العربية أنصحها بالتمسك بأخلاقها وعاداتها ومحاولة التأقلم في المجتمع بكل جوانبه الإيجابية. كوني نفسك وليس تقليداً لأحد ضعي بصمتك الجديدة، المتميزة، المعطاءة، المرنة، المربية، المنتجة، المرحة، الخلوقة، التي تحافظ على بناء أسرتها بكل ما عندها من أدوات وأساليب.


س: ختاماً أود أن أعرف رأيك في الصحافة العربية في كندا وهل تتابعين صحيفة عرب كندا وإذا كان لديك أي اقتراح يمكن أن يساهم في خدمة الجالية من خلال صحيفتنا ؟
أود أن أشكر الصحافة العربية في كندا وخاصة جريدة عرب كندا التي تساعد على تغطية الكثير من المواضيع وخدمة الجالية والمساهمة في بناء مجتمع بناء.
إقتراحي اليوم أن تفعل الجريدة نشر الوصفات الصحية.. وهدفي أن أساعد في تقديم وصفات لهذه الأطباق اللذيذة والتي تناسب جميع الأعمار للحفاظ على الصحة والإستمتاع بالحياة، وكذلك تقديم وصفات طبيعية للشعر والبشرة ووصفات تقليدية بطريقة جديدة وصحية.
وأختم بالشكر الجزيل لصحيفة عرب كندا المتميزة في مواضيعها والتي تخدم جاليتنا العربية بطريقة جميلة ورائعة. وأشكرها على استضافتي وإتاحة الفرصة لي للتحدث في هذا اللقاء. شكراً جزيلاً.