كندا تشارك في مؤتمر في باريس لعدم ترك لبنان بأيدي الأطراف المستهدفة بعقوبات واشنطن

وكالات : ماكرون اتصل بالرئيس الأميركي مشدداً على ضرورة لعب دور في بيروت خدمة لهدف واحد هو سيادة البلد.

بادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للدعوة إلى مؤتمر يُعقد الأحد في التاسع من أغسطس (آب) في باريس ويهدف إلى تعبئة الأطراف الدولية من أجل تقديم "الدعم لبيروت والشعب اللبناني" بما يتيح عودة الحياة الطبيعية إليها في أقرب وقت ممكن.

ويأتي المؤتمر الذي يُعقد عن بعد ويترأسه ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد الزيارة الخاطفة للرئيس الفرنسي إلى بيروت حيث تفقّد ما أحدثه انفجار 2750 طنّاً من مادة نيترات الأمونيوم من دمار، ولمس بنفسه مدى غضب اللبنانيين حيال طبقتهم السياسية وعدم ثقتهم بها.

اتصالات دولية

ومن قبيل الوفاء بالوعد الذي قطعه لمواطنين لبنانيين التقاهم خلال جولة له في أحد أحياء بيروت المدمّرة حيث أكّد أن فرنسا تقف إلى جانبهم ولن تتخلّى عنهم، أجرى ماكرون مجموعة اتصالات دولية عاجلة أتاحت عقد المؤتمر.

وقال مصدر رفيع في قصر الرئاسة الفرنسي إن ماكرون اتصل في هذا الإطار بالرئيس الأميركي دونالد ترمب وأبلغه بوضوح بأن سياسة العقوبات المُتَّبعة من قبل الولايات المتحدة والانكفاء عن الساحة اللبنانية غير مثمرة، وشدّد على ضرورة العودة إلى لعب دور في البلد خدمة لهدف واحد هو سيادته واستعادته لعافيته.

وأضاف المصدر أن ماكرون أكد ضرورة أن تلتقي الأسرة الدولية حول هدف واحد هو ترميم المؤسسات اللبنانية والعودة إلى برنامج اقتصادي يخرج البلاد من أزمتها.

خطورة الوضع اللبناني

 

وتابع أن الرئيس الفرنسي لفت إلى مدى خطورة الوضع اللبناني وإلى ضرورة عدم ترك لبنان بأيدي الأطراف المستَهْدَفة بالعقوبات الأميركية أي "حزب الله" وإيران، وأن موقف ترمب كان إيجابياً حيال هذا الأمر وأكد حضوره مؤتمر باريس.

حضور عربي ودولي

وتشارك في المؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والهيئات المالية الدولية أي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إضافة إلى دول مثل كندا واليابان.

وعلى صعيد المشاركة العربية في المؤتمر، فهي تشمل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية ومصر والأردن وقطر.

وأفاد مصدر الرئاسة الفرنسية بأن الهدف الأوّلي للمؤتمر هو الرد على الحاجات الملحة للبنان شرط أن تذهب المساعدات مباشرة إلى المواطنين من خلال هيئة تتمثّل أساساً بوكالات الأمم المتحدة الموجودة على الأرض، ولفت إلى وجود مؤسسات لبنانية تعمل أيضاً بشكل جيد ومنها الجيش اللبناني والصليب الأحمر اللبناني، وأن الفعالية ستكون مقياس المساعدة المباشرة وأنه من غير الوارد إعطاء الحكومة اللبنانية شيكاً على بياض.

عودة ماكرون

وذكر المصدر نفسه أن المؤتمر سيسمح بوضع أسس لما سيتبعه قبل عودة ماكرون مجدّداً إلى بيروت في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل لمناسبة ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير، حيث سيتم الانتقال إلى مرحلة سياسية تتطلّب خطوات من قبل فرنسا بالتعاون مع الشركاء الراغبين لكي يتم التوصل إلى حكومة قادرة على حمل بنود العقد الذي يقترحه الرئيس الفرنسي. وأشار المصدر إلى أن هذه البنود معروفة وتقضي بالقيام بالإصلاحات المطلوبة التي حُدِّدت خلال مؤتمر "سيدر" عام 2017 .

وأكد المصدر أن الرئيس الفرنسي أراد من خلال زيارته إلى بيروت توجيه رسالة ثقة بمستقبل لبنان وهذا المستقبل هو ما يتوجّب الآن تحديده، وأن ما يبعث على الثقة على هذا الصعيد هو مطالب الشعب وشجاعته وحيويته. وتابع أنه لا بدّ في هذا الإطار من إشراك الأطراف اللبنانية كافة وحثّها على إصلاح الوضع وصولاً إلى إسناد شؤون البلاد إلى حكومة قادرة على النهوض بها.

لبنان يغرق

ولفت المصدر الرئاسي الفرنسي إلى أن لبنان يشهد أوضاعاً بالغة الحساسية وأنه يغرق ووصل إلى القاع وحان الوقت لإعادته إلى سطح الماء، وذلك عن طريق المساعدات الطارئة أوّلاً ثم عن طريق الإصلاحات العميقة. وبالنسبة إلى تقديرات الحاجات الملحّة، ذكر المصدر أنها قيد الإعداد من قبل الأمم المتحدة وتتوزّع على بنود عدّة هي ترميم المستشفيات ورفع الأنقاض وترميم الأبنية وتوفير ما هو متوجّب من إمدادات طبية.