السيدة هيلين آله رشي : مركز ورد الشام .. نحنُ صوت لمن لا صوت له.

يقول جبران خليل جبران"لا قيمة لعطائك إن لم يكن جزءاً من ذاتك." السيدة هيلين آله رشي، امرأة سورية شغوفة، قدّمت نموذجاً مُشرفاً للمرأة الناطقة باللغة العربية، أم لثلاثة أولاد وموظفة وأحد المؤسسين لمؤسسة ورد الشام، وفقت بين كل هذه الأدوار لتكون قدوة تفخر بها النساء، سعت إلى تخفيف آلام ومعاناة اللاجئين والقادمين الجدد وتعزيز دورهم في المجتمع، قدمت العطاء والتضحية وبذلت كل ما بوسعها لتكون صوتاً لمن لا صوت له، كل هذا كان نابعاً من إيمانها الراسخ بأن كل إنسان له الحق في العيش الكريم وأنه يجب أن يحظى بفرصة، حاورناها لنتعرف عليها وعلى ما تقدمه هذه المؤسسة الرائدة الكائنة في إقليم واترلو، أونتاريو.

 

حدثينا عن بدايات مركز ورد الشام "Shamrose for Syrian Culture"؟
قدمت إلى كندا في العام 2003 ولم تكن شام روز موجودة، وكاستجابة للوضع في سوريا اجتمعنا 6 نساء ورجل سوريين في العام 2012 وبدأنا بإنشاء فريق مجتمعي "Community Group" ولم يكن مسجل، وارتئينا كمغتربين بأنه يتحتم علينا تقديم الدعم للأسر المتضررة حيث قمنا بعمل عدد من حملات جمع التبرعات، وفي العام 2014 أخذنا القرار بتسجيل عملنا وتحوّلنا إلى مؤسسة غير ربحية أطلقنا عليها اسم "مركز ورد الشام" تعنى بالناطقين باللغة العربية وتبعد كل البعد عن السياسة والدين.  
وفي العام 2015 أعلن رئيس الوزراء جستن ترودو عن قرار إحضار عدد من العائلات المتضررة بسبب الحرب من سوريا، من هنا أخذنا على عاتقنا بأن نمد يد المساعدة لهم، وبدأنا بالتفكير بآلية استقبالهم حيث أننا مررنا بهذه المعاناة عند قدومنا إلى كندا، لم نكن نعرف الأنظمة والقوانين وهم الآن يمرون بظروف خاصة صعبة، حيث أنهم لم يأتوا إلى هنا مثلنا بمحض إرادتهم لم يكونوا جاهزين نفسياً أو مادياً، وليست لديهم أي خطة يستندون عليها مثلنا، تركوا كل شيء ورائهم بما فيها أوراقهم الثبوتية وأهلهم وجاءوا، ناهيكم عن الفترة التي قضوها في المخيمات منقطعين عن كافة الخدمات الصحية والنفسية والمالية والتعليم والوظيفة، كانوا منفصلين عن العالم، كنا نريد أن نكون صوتهم، نستمع إليهم ونوصل صوتهم، وهذا ما نقوم به في مؤسستنا.  
حديثنا عن الدعم المقدم للجالية الناطقة باللغة العربية.
بشكلٍ أساسي نحن نسد الفجوات، بحيث نقدم ما لا تقدمه المنظمات لهذه الأسر، ولا نقوم بتكرار الخدمات ونتجنب بشكلٍ كبير هذا الشي وما يسهل علينا هذا الشيء أننا على علم ودراية بشكلٍ كامل بالخدمات التي تقدمها المنظمات في المجتمع، على سبيل المثال لدينا:
- برنامج للزيارات العائلية "Home visit" للحالات الصعبة والتي تتعلق بخلافات داخلية في العائلة أو مع أصحاب المنازل وغيرها.
- قمنا أيضاً بإنشاء مدرسة ورد الشام والتي تقدم دعم كبير للجالية الناطقة باللغة العربية وتتميز بتقديمها ثقافة الأبوين من خلال استخدام اللغة العربية.
- ومركز ورد الشام الذي يتيح للأسر الحضور من دون موعد مسبق للاستفسارات المتعلقة بخدمات معينة فنقوم بتوجيههم وتحوليهم للمنظمة المختصة، وفي بعض الحالات نساعد الزائر ممن لديه صعوبة في التواصل باللغة الإنجليزية من خلال إرسال أحد المتطوعين لدينا على سبيل المثال لمقابلة المحامي أو شركة التأمين وغيرها.
كما نقوم بتنظيم عدد من الفعاليات التي نهدف من خلالها إلى دعم المجتمع الكندي، ومنها فعالية التبرع بالدم السنوية لتوطيد العلاقة بين الناطقين باللغة العربية والمجتمع الكندي ولإيصال رسالة أننا ندعمكم كما تدعموننا بالتبرع بالدم للمستشفيات التي تخدم المجتمع والجالية الناطقة باللغة العربية.
ولدينا تعاون مع منظمة حماية الأسرة والأطفال "Family and children services" من خلال إعداد برامج بالتعاون معهم لتكوين تبادل وجهات النظر من خلال مجموعات، حيث ننشئ كل 12 أسبوع مجموعة جديدة لتوعية الناس بما تتوقعه الحكومة الكندية منا كأب وأم في الأسرة ونقوم بمشاركتهم بوجهات نظرنا فيما يتعلق بتربية أولادنا في ثقافتنا والأسس التي نعتمد عليها في ذلك، نحن نفخر بما نقدمه كأسر ناطقة باللغة العربية ومن حقنا التعبير عن ذلك وإيصال هذه الصورة.
وأود أن أُؤكد على دورنا بتغطية الحاجات والخدمات الغير متوفرة في المجتمع، فعلى سبيل المثال عندما تنتهي الكفالة الخاصة باللاجئ والتي تكون لمدة سنة، قد لا يكون هذا اللاجئ وصل إلى مرحلة الاستقرار ولا يزال يواجه العديد من التحديات، نحن في مركز ورد الشام نستقبلهم بصدرٍ رحب ونقدم لهم كل ما يحتاجونه للتأكد من اندماجهم بشكلٍ جيد في المجتمع. 
كما نقوم بعمل جلسة تعريفية للقادمين الجدد بعد معرفة نوع الكفالة التي لديهم آخذين بعين الاعتبار عدم التدخل في عمل هذه المنظمات الكافلة سواء كانت من الحكومة أو كنيسة أو مسجد ونقوم بالتشاور معهم قبل تقديم أي خدمة وفي بعض الأحيان تقوم هذه المنظمة بطلب الحضور مع الشخص المكفول لحضور هذه الجلسة التعريفية لدينا، تتضمن الجلسة التعريفية قائمة تتكون من 12 نقطة تغطي كل الإجراءات التي يجب على القادمين الجدد اتباعها وقمنا بتطويرها على شكل عرض تقديمي ويكون المنتفع الأول منها الأسر المكفولة من قبلنا.
ما هي التحديات التي واجهتكم؟
واجهتنا العديد من التحديات حيث كان للمنظمات هاجس وخوف من وجودنا بحيث أنهم يقدمون هذه الخدمات ويتساءلون عن سبب وجودنا معتقدين بأننا نرغب بأخذ دورهم، وقد ساهم الدور الذي نقدمه لهذه الأسر بتعريف هذه المنظمات بشكلٍ كبير بما نقوم به، والآن خلال جائحة كوفيد-19 أدركت هذه المنظمات بأهمية وجودنا والدور الذي نلعبه، كما أود أن أشير إلى أن الفرق بين ما نقدمه نحن وما يقدمونه، بأن هذه الأسر تنتمي لنفس المجتمع الذي ننتمي نحن له، نحن نستطيع تفهم احتياجاتهم وفهم ثقافتهم وندرك إدراكاً تاماً ما يواجهونه، ولأجل ذلك قمنا ببناء جسور تواصل بيننا وبين هذه المنظمات والأسر لتذليل هذه الصعوبات والتغلب على هذا التحدي، كما لا ننسى الظروف التي مرت بها هذه العائلات في المخيمات التي كانوا يتواجدون فيها والفساد المنتشر والخبرات السيئة من المتطوعين، حيث أصبح لديهم هاجس وشك بدوافع تقديم المساعدات من المتطوعين وما الهدف من وراء هذه المساعدات، فكان التحدي لدينا كيفية تغيير نمط التفكير هذا. وهذا الأمر أهَّلنا للعمل مع مقدمي الخدمات وأصبحت لديهم ثقة عمياء بما نقدمه للجالية الناطقة باللغة العربية وأصبحنا جهة استشارية يتم طلب مساعدتنا وأخذ آرائنا في برامج تعمل عليها المنظمات لمساعدتهم للوصول لأكبر عدد من الناطقين باللغة العربية داخل المنطقة.
كيف تدعمون الجالية الناطقة باللغة العربية في ظل جائحة كورونا؟ 
لزيادة الدعم الذي نقدمه لدعم الأسر الناطقة باللغة العربية قمنا منذ ثلاث سنوات بإنشاء مجموعة على الواتساب بحيث انضم إلينا ممثل عن كل عائلة كالأم مثلاً وذلك لمحدودية العدد، وفي ظل جائحة كورونا زاد عدد الأسر التي ترغب بالانضمام إلينا فقمنا بإنشاء مجموعة ثانية، ونحن بدورنا نقدم لهم معلومات وإجابات على استفساراتهم. كما قمنا بعمل قاعدة بيانات قام بالعمل عليها أحد القادمين الجدد والذي يمتلك مهارات عالية في تطوير التطبيقات تتضمن أسماء ومعلومات عن الأسر بحيث نستطيع البحث عن كل البيانات المطلوبة من خلال اسم العائلة وكان أملنا خلال جائحة كورونا أن نقوم بمتابعة كل الحالات التي لدينا ولكن نواجه تحدي كثرة الطلبات مقارنةً بعدد المتطوعين بحيث أننا نقوم بتقديم المساعدات على قدر امكانياتنا.
هل أنت شخصية مؤثرة؟ وكيف؟
نعم، يكمن التأثير من خلال حل وتقديم المساعدات للخلافات الداخلية لدى العائلات وتمكين المتطوعين بآليات وتدريبات تُمكّنهم من الدخول في مجال التطوع بثقة أكبر وصورة واضحة للعمل الذي سيقومون به والدور المطلوب منهم كمترجمين وغيرها وتعريفهم بأخلاقيات العمل، والعمل بحيادية مع هذه العائلات، وأستطيع أن أقيم هذا الدور من خلال الرسائل التي تصلني بشكلٍ مباشر من مقدمي الخدمة عندما يطلبون منا عمل عروض تقديمية، حيث تلقينا عدة طلبات من ضمنها من إقليم واترلو، كما قامت السيدة علياء، إحدى المتطوعات بعمل العديد من العروض التقديمية لمقدمي الخدمات والكفلاء، وهذا الأمر إن دل على شيء يدل على مدى الدور الذي نقدمه في المجتمع ومدى تأثيره عليهم. 
هيلين، نموذج للمرأة العربية الناطقة باللغة العربية، حدثينا عن ذلك.
نعم، أؤكد على هذا الشيء، النظرة الموجودة في مجتمعاتنا بأن المرأة  يجب أن تكون في المنزل لتربية أولادها، هذا الأمر شكل تحدي بالنسبة لي، أنا امرأة أقوم بدورين هامين وكان هدفي الأول تربية نموذج أولاد ناجحين والحمدلله قمت بهذا الدور على أتم وجه، حيث أنهوا أولادي دراساتهم العليا، وأنا فخورة جداً بهم، وبالمقابل لم أقصر في عملي وقدمت الدعم الكبير للجالية الناطقة باللغة العربية وكان لهذا تأثير إيجابي على تربية أولادي، وأود أن أذكر بأن علاقتي متميزة مع أولادي وأن دوري وعملي في مركز ورد الشام كان له أيضاً تأثير إيجابي على عائلتي حيث أصبح لديهم تقدير لفكرة التطوع وصارت مكرسة لديهم، حيث أصبحوا يولون اهتماماً للمجتمع الذي يعيشون وينتمون له من خلال برامج تطوعية يقومون بها للاجئين في المخيمات في لبنان وفي كندا، وهنا يمكنني القول بأنني أعتبر نفسي أُم وموظفة ومتطوعة ناجحة، ولا أعني بذلك أن من لا يقوم بذلك هو إنسان سيء، كل شخص لديه تجربته الخاصة التي تميزه عن غيره. 
نحن نُمثل الجالية القادمة من خلفيات متنوعة، ونحاول أن نكون "صوتاً لمن لا صوت له"، ندعم المهمشين، نُبرز الأفراد الذين يمتلكون مهارات وخبرات ولكن لم يأخذوا دورهم في المجتمع، كما يُمثل الأفراد الذين لديهم احتياجات خاصة مصدر اهتمام لدينا ونسعى دائماً لدعمهم ودمجهم في المجتمع، نقوم بالاستماع لهم وتحديد إمكانياتهم وتقديم الدعم المعنوي لهم من خلال إبراز قدراتهم والتي بنظري تميزهم عن غيرهم، وعدم مقارنتهم بأشخاص آخرين أو بنجاحات أفراد آخرين.
من هم المنتفعين من شام روز؟
لدينا عدد كبير من المنتفعين الذين لا يكونوا بالضرورة يبحثون عن خدمات ويلجئون إلينا لاستفسار معين أو توجيه ولا نقوم بهذه الحالات بإضافتهم للقائمة لدينا. منذ بدء تأسيس شام روز حافظنا على علاقة ثقة معهم ولازالوا معنا، حيث أن هذه الأسر بالرغم من زيادة معرفتهم بالمجتمع الجديد لا تزال بحاجة لدعم منا، والاندماج والاحساس بالاستقرار لا نهاية له في ظل البرامج الجديدة وغيرها، وأود أن أضيف بأن الأسر التي لدينا تقوم بمساعدة أسر أخرى من خلال الإجابة على استفسارات أو تقديم خدمات ونصائح حول تجارب مروا بها من خلال مجموعاتنا على الوتساب.  
كيف تنمون روح المبادرة لدى مجتمع الجالية؟
هناك من يقوم بالمبادرة إلى تقديم الخدمات وهناك من ليس لديه شخصية مبادرة، ولكن بنظري الشخصيتين يمكن أن تتعلما المبادرة، فعلى سبيل المثال الشخص الذي ليست لديه شخصية مبادرة ويكون بحاجة ماسة لخدمة معينة ويرى أمامه نموذج مبادر يقدم له هذه الخدمة بسرعة ودقة، هذا الأمر يترك أثر لديه ويبدأ بالتفكير في التطوع، ونحن بدورنا نقتنص هذه الفرصة ونقوم بإضافته إلى قائمة المتطوعين وتقديم التدريب المناسب له واستدعائه عند الحاجة بحسب ما يمكن أن يقدمه للمجتمع، والحمدلله لدينا نماذج ناجحة على ذلك. 
كيف يمكن أن يكون الأب والأم قدوة لأولادهم؟
على الأم والأب تقديم "نموذج" قدوة. على سبيل المثال أبسط شيء عندما نتحدث عن المبادئ الأساسية مع أولادنا كالكذب وأنه حرام ويرى الأولاد العكس من أهلهم، فهذا يُشكل نموذج خاطئ لهم. كما أن تقديم العظة المتكررة دون تطبيقها يسبب الملل بالعلاقة بين الأهل والأولاد. على الأهل أن" يكونوا إيجابيين"، وليس "نموذج مثالي" واقعياً لا يمكن أن نكون مثاليين لأولادنا. الأفعال أقوى من الأقوال.
ما القيم الأساسية التي يجب أن يركز عليها الأهل في كندا؟
هناك أمرين هامين بهذا الخصوص، الأمر الأول الهوية وأود أن أؤكد على أهميتها، يجب تشجيع أولادنا على التحدث باللغة الأُم التي يتحدثون بها في البيت (عربية أو ارمنية أو كردية أو سريانية...إلخ)، حيث أن بُعد الأولاد عن لغة الأبوين سوف يجعلهم يتشربون ثقافة مختلفة عن ثقافة الأهل وستفصلهم عنهم بشكلٍ كلي، وتصبح نظرته لأهله بأنهم متخلفين وأن عاداتهم بالية. أُخلقوا جو عائلي مميز ممزوج بجو من الأحاديث المتبادلة مع القليل من المزح والغناء لإضفاء جو مختلف يترك أثر لدى أولادكم، وهذا يسهم في الحفاظ على هوية ابنك وسلامته النفسية بحيث تصبح لديه قناعة بانتمائه لعادات وثقافة يفتخر بها بالرغم من وجوده في كندا.

 

البازار السوري ، اللجنة المركزية المينونية

 

الأمر الثاني، لا تعمم رؤيتك بتقديم صورة سلبية عن كندا، من خلال تقديم أفكار خاطئة عنهم أو طريقة تربيتهم وقيمهم ودينهم وغيرها. لا تهين مجتمع بأكمله، اعمل على بناء علاقة طيبة مع أولادك، كن صديقاً لهم، لأن ما يراه خارج المنزل احترام عالي من مدرسته ومن المجتمع ولا يجب أن يرى نقيض ذلك في المنزل. على الأهل أن لا يقوموا بإهانة المجتمع الذي يعيشون فيه أمام أولادهم وهم بدورهم يحتكون ويختبرونه أكثر منك، حيث أن هناك الكثير من الأهل ممن لديهم تصورات مسبقة عن الآخرين والمجتمع الكندي وتعميم نموذج لشخص عنصري على المجتمع بأكمله وهذا شيء خاطئ. أقِم علاقة طيبة واحترم المجتمع الذي يعيش فيه ابنك. 
هل قمتم باستقطاب القادمين الجدد للعمل معكم؟
هناك الكثير من النماذج، كما سبق وذكرت ابتدأنا بــ 6 نساء ورجل ومن ثم أصبحنا مؤسسة غير ربحية وزاد العدد ليصبح 17 متطوع والآن لدينا 60 متطوع، ولكن معظم المتطوعين بدأوا رحلتهم في مجالات عمل مختلفة، والمتطوعين لدينا الآن هم من الكنديين الجدد، وجزء منهم يعملون في مجلس الإدارة ومنهم من يعمل مع مدرسة ورد الشام ومنهم من يعمل معنا كمترجمين يمتلكون مهارات عالية في اللغة وللآن لم يجدوا فرصة عمل مناسبة ويسعون للحصول على خبرة عمل كندية ونحن بدورنا نقدم لهم هذا الشيء بمقابل الدعم والجهد الذي يقدمونه لنا. كما نقوم بعملية تعريف ودمج للعائلات الجدد مع عائلات موجودة في المجتمع، وتمكينهم من تكوين صداقات جديدة، ولدينا متطوعين آخرين بمجالات أخرى.
لماذا موقعكم الالكتروني ليس مترجم للغة العربية لتلبية احتياجات الجالية الناطقة باللغة العربية؟
هذه أحد التحديات والفجوات في مركز ورد الشام، الموقع يحتاج للتعديل بشكلٍ كامل ولكن لدينا نقص حاد في الإمكانيات والميزانية لعمل ذلك، حيث أننا نعتمد بشكلٍ كبير على مهارات وخبرات المتطوعين في عملنا ونحن لدينا ضغوطات حيث أننا نعمل بدوام كامل. ولكننا نرغب ونأمل بتجديد الموقع وإضافة صور وفيديوهات عن الفعاليات التي نقوم بها.
ما الدور الذي تقدمونه لمعالجة التحديات الخاصة بالثقافة العربية والتي تختلف عن الثقافة الكندية؟
أولاً نحن لا نقوم بتغيير أحد، بل نقوم بتزويد الأشخاص بالمعلومات وهم سيختارون إذا كانوا يريدون أن يتغيروا أم لا. على سبيل المثال، المرأة لديها حقوق وهناك من يقدم لها الحماية، وهي من تستلم مصروف الأولاد من الحكومة، وأصبحت هنا تشعر بأهميتها بشكل أكثر وأن لها دور تقدمه. نحن طبعاً نعطي مثال ولا نتحدث عن كل النساء، ولكن جزء كبير منهم من تعرض للاضطهاد والتعنيف داخل المخيمات، نحن نقوم بعمل توعية بدور المرأة كشريكة في الأسرة وتوعية للأهل فيما يتعلق بحقوق كل فرد وكيفية التعامل فيما بينهم مما يسهم في استمرار الحياة فيما بينهم بشكلٍ أفضل.  
هل هناك نظرة من المجتمع الكندي بعدم كفاءة الجالية العربية في تربية الأولاد، كيف تعالجون ذلك؟
أكبر تحدي نواجهه هو بناء علاقة ثقة مع منظمة حماية الأسرة وبين الأفراد الناطقين باللغة العربية. هناك فعلاً اضطهاد متعمد للكنديين الجدد وهناك شيء ملحوظ للعرب والمسلمين، وقد تعرضت أنا بشكلٍ شخصي لهذا الاضطهاد عندما كانت ابنتي صغيرة وتعرضنا لموقف ولم تكن لغتي الإنجليزية جيدة ولم يتم توفير مترجم لي، وتمت كتابة تقرير غير منصف لما حصل، وكنت بصدد خسارة ابنتي بسبب هذا الاضطهاد، ومن هنا سعيت بأن يكون لنا دور لتصحيح الاعتقادات الخاطئة لديهم من خلال بناء جسور مع مركز حماية الأسرة للتعبير عن الثقافة الموجودة لدينا والتي تختلف عنهم. 
وهناك العديد من الحالات التي تردنا بهذا الخصوص والتي يتعرض فيها الأهل للظلم، بحيث لا يعلمون كيف يتصرفون، أو ماذا يقولون كون لديهم صعوبات في التحدث باللغة الإنجليزية والتعبير عما حدث أو مناقشته. نحن بدورنا نقدم الدعم الكامل لهذه الأسر ونكون معهم من بداية هذا التحدي وحتى معالجته بشكلٍ تام. وقمنا في العديد من المرات بالاتصال بحماية الأسرة وإعلامهم بوجود مشكلة واخبارهم بخوف الأهل منكم، وطلبنا منهم تقديم المساعدة لتصحيح هذه الصورة، ولأجل ذلك قمنا بعمل برنامج الوقاية قبل الحماية” prevention before protection” الذي نسعى من خلاله أن نقدم التوعية للأسر قبل حصول أي مشكلة، وتعليم الأهل كيفية الدفاع عن أنفسهم. والحمدلله تخطينا عدة تحديات، وأصبح الأهل لديهم القدرة الآن على التواصل مع حماية الأسرة لمساعدتهم بأي تحديات قد تواجههم. وقد طلبنا وأكدنا على أهمية توفير مترجم فوري مرخص ينقل الصورة بشكلها الحقيقي دون إضافات أو حذف.
حدثينا عن مدرسة شام روز وما تقدمه لخدمة المجتمع.
تأسست المدرسة في عام 2014، ومقرها في إقليم واترلو، وهي مبادرة من مركز ورد الشام وتضم عدد من الموظفين الأساسيين وعدد من المتطوعين معنا وعدد من المتطوعين الذين يقدمون المساعدة للمعلمات داخل الصف وهم من طلاب الجامعات الذين يطلب منهم عمل ساعات تطوع، ونحن بدورنا نقوم بفتح الفرص لاستكمال ساعات التطوع والحصول على الخبرة وبذات الوقت نحن نستفيد منهم. وتقدم المدرسة دروساً في اللغة العربية للطلاب من عمر 6-12 سنة ودروس ثقافية على سبيل المثال، نستضيف أطباء عرب بتخصصات مختلفة كطبيبة أسنان تقوم بشرح طريقة الحفاظ على الأسنان وتدريس فن التخطيط العربي، ودروس في عزف الموسيقى والدبكة وغيرها. نحن نسعى من خلال توفيرهذه الأنشطة أن نعرفهم على ثقافتهم.
هل هناك مشاريع مستقبلية تعملون عليها؟
المشاريع التي نود العمل عليها تحتاج إلى ميزانية وأهمها برنامج "Family Support Worker"، وهو برنامج تقدمه الحكومة للجميع يقوم من خلاله الموظف أو الموظفة من إقليم واترلو بتقديم الدعم للعائلات والحديث معهم. هذا الدور يجب أن يقوم به شخص يفهم ثقافة الناس الذين يدعمهم وأن يكون بنفس الوقت مدرك جيداً للقوانين والخدمات المتوفرة بالمجتمع الكندي. نحن بحاجة إلى توفير هذا النوع من الخدمات بعدما زادت التحديات عند بعض الأُسر الناطقة باللغة العربية، ونسعى من خلال هذا العمل بأن نبني ثقة مع هؤلاء الأسر وأن يكون لدينا موظفين ثابتين للحفاظ على الخصوصية والسرية والتواصل المتكامل مع هذه الحالات دون الاضطرار إلى تغيير الشخص الذي يتولى هذه الحالة، وهذا ما نعانيه مع المتطوعين حيث أن أوقاتهم والتزاماتهم العائلية تشكّل عائق في بعض الأحيان.