آخر الأخبار

لقاء عين على الجالية مع الناشطة في العمل الإنساني والمجتمعي في كالجيري أ. مها الغول

في زاوية عين على الجالية لهذا العدد من صحيفة عرب كندا اخترنا الحوار مع أحد نشطاء أبناء الجالية الفلسطينية والتي تحظى بإحترام بين أبناء جاليتها في كالجيري وهي صاحبة مبادرات إنسانية متميزة بين الحين والآخر وهى الاستاذة مها الغول.‏

الغول بداية عرفت على نفسها قائلة ، بدأت العمل التطوعي عام ١٩٩٠ عند وصولي إلى مدينة مونتريال،  ومنذ تلك البداية بفضل الله لم تتوقف فرص المساعدة بمجال العمل الإنساني.
بالرغم من أن مجال عملي بدأ في مجال التطبيق الحاسوب Ssoftware Engineering، وبعدها في مجال إدارة المشاريع، إلا أنني ومنذ أن إنتقلت إلى مدينة كالجاري، بدأت العمل الإنساني والمجتمعي مع هذا المجتمع الكريم الذي لا يرد طلب المحتاجين في كندا أو في الخارج .
مضيفةً ، كوني من فلسطين فحبي الأول دوما يكون لمساعدة الفلسطينيين في فلسطين، خاصة اللاجئين منهم في غزه وخارجها، وهذا كان هو بدء عملي الخيري،  ومنه بدأت بالعمل في مشاريع تهدف إلى مساعدة المحتاجين في أفغانستان ثم البوسنة ثم الصومال، وللأسف العديد العديد. 
وكان أول عمل خيري لي في كالجاري هو من خلال مساعدة Nisa Helpline، و كان هذا اول fundraiser عملت فيه هنا، حيث أنني كعاملة في مجال العمل الإنساني أحمل في قلبي حبان في العمل الخيري خاصة من أجل المرأة ومن أجل فلسطين.
وبخصوص تجاوب أبناء الجالية العربية في كالجيري مع المبادرات الإنسانية التي تقوم بها خاصة في ظل تحديات جائحة كورونا ، قالت إن الجالية العربية في كالجاري هي من أكرم الجاليات العربية التي عملت معها خاصة في هذه الظروف، حيث تم توزيع آلاف الوجبات الجاهزة وصناديق الطعام للمحتاجين في هذه المدينة من خلال المنظمات الإسلامية والإنسانية، وهذا بفضل التبرعات الكريمة من أهل هذه المدينة الكريمة.
أما بالنسبة لعملها مع المؤسسة الإغاثية HCI  في مجال العمل الإنساني وهل كان لديهم مبادرات ميدانية تهدف إلى التكافل الإجتماعي في الآونة الأخيرة وكيف رأت تأثير ذلك على المجتمع في كالجيري ، أجابت بأنHuman Concern International  أنشئت في كالجاري عام ١٩٨٠ لمساعدة المتضررين في أفغانستان أيام الغزو الروسي، و منها تطورت نشاطاتهم حتى غطت مشاريعهم مساعدة شعوب أربعين دولة حول العالم من ضمنها فلسطين، لبنان، سوريا، العراق ، المغرب و غيرها من الدول العربيه بالإضافة إلى بلاد من شمال و جنوب افرقيا، و شرق آسيا.
لكن المنظمة نقلت مكتبها الرئيسي من كالجاري إلى أوتاوا و استمرت المنظمه في عملها، في شهر يونيه ٢٠١٩. و كأي منظمة جديدة لابد من أن تواجه تحديات ، وهذه التحديات تكمن بخلق علاقات مع المنظمات المحلية والمجتمع المحلي، وبفضل الله أولا و بعض القادة في المجتمع العربي عملت HCI ومع البيت الفلسطيني لجمع التبرعات لغزة في شهر نوفمبر ٢٠١٩ وفي ديسمبر ٢٠١٩ للبنان، وخلال بضعة أيام سيتم launch an online fundraiser لمساعدة إخواننا وأخواتنا في إدلب.
وبخصوص التحديات التي واجهتها في عملها الإنساني في مدينة كالجيري ، قالت الغول،  التحديات في أي انطلاقة جديدة تكون مشتركه بين كل المنظمات وما دامت HCI تتعامل مع مجتمعاتنا بشفافية وتواجد وصدق، سنبقى نبني ونوطد العلاقات بيننا وبين المجتع في كالجاري حتى نخلق المشاريع الضرورية لمساعدة مجتمعاتنا المحلية و الدولية.
الغول وجهت كلمة لأنبا الجالية العربية في كالجيري قائلة ، أود أن أشكر اخواني و اخواتي في المجتمع العربي لمشاركة الكرم العربي الحقيقي مع مجتمعنا المحلي في كندا، وأتمنى أن أرى شبابنا يشاركون وينخرطون في العمل الإنساني على الصعيد المحلي و الدولي.
مضيفة، أن نجاح و إستمرار المجتمع العربي في كندا متوقف على إنشاء جيل فخور بتراثه العربي العريق وتراثه الكندي، ونجاحنا السياسي والإقتصادي والاجتماعي لن يتحقق حتى نوطد الهوية العربية والكندية  في قلوب جيلنا الجديد.
وفيما يخص التحديات التي واجهتها كمهاجرة إلى كندا منذ وصولها إليها قالت الغول ، إن ميزة الوجود في هذا البلد الرائع هو أن المجتمع الكندي يشجع على الاحتفاظ والإحتفال بالهوية الثقافية ، وكمجتمع كندي نحن نحتفل  بثقافاتنا المتعددة كمجتمع واحد ومتحد .
مضيفة أن حلمها هو ان ترى تعاون بناء بين جميع الجمعيات العربية وخاصة الخيرية الانسانية منهم لخلق مشاريع أكبر نعين من خلالها عدد أكبر من الناس دون تكرار العمل.
منوهة إلى أنها تتمنى أن  أرى شبابنا يتطوعون في العمل الخيري جنباً إلى جنب أنباء الجاليات العربية من أجل النهوض بهذه الجاليات.
موضحة أنها واجهت تحديات منذ مجيئها إلى كندا بالتأكيد وكانت تتمثل في التالي:
١- اللغه من أول التحديات التي واجهتني رغم أن اللغه الانجليزية الأكاديمية لم تكن مشكلة ولكن اللغة الانجليزية الكندية أخذت مني وقت وعلى الأقل سنتين لكي أتعلمها وأتقنها.
٢- كذلك العيش بعيدا عن الأهل كانت تجربة صعبة جدا، خاصة انني أتيت إلى كندا من الكويت في مرحلة حرجة وهي اسبوعين قبل الحدث في عام ١٩٩٠ في الكويت،  وكنت حينها أبلغ ال ١٨ عاما و عشت مع أخي فقط.
 ٣- كوني عربية ومحجبة في مونتريال، واجهت للأسف بعض العنصرية و خاصة أثناء حرب الخليج.
وبصدد توجيهها نصيحة لأنباء الجالية العربية من القاديمن الجدد ، قالت الغول، نصيحتي بسيطة وهي تتمثل في أن تكون دائمآ واثق بنفسك حتى لو واجهت بعض الردود أو التصرفات السلبية من بعض الأشخاص التافه والفاشلة..
و تذكر أنك لا تحمل مسؤولية تصرفات بعض أبناء جاليتك غير المسئولة حتى لا تنعكس عليك، وانت غير مسؤول عنهم، وأعرف أنك لست جاليتك كلها و غير مسؤول عن الإعتذار عنه فعش أنت وأنطلق بتجربتك الحياتية بما تسمح به ظروفك أنت.
وأعلم أنك لا تتحمل عبء سوء السلوك لبعض أفراد مجتمعنا الديني أو الثقافي ، فأنت لست مسؤولاً عن الاعتذار نيابة عنهم ولا يُسمح لأي شخص أن يؤلمك ، فلا يحك ظهرك إلا ظفرك وإنطلق في رحلة حياتك من أجل النجاح وليس من أجل وتذكر بأنهك لن تستطيع أن تجعل من شخص آخر أن يكون له لون بشرتك ، أو يكون لديه لهجة أو فستان مثلك.
الغول تنهي حديثها مع صحيفة عرب كندا بالقول كن فخورًا بمن أنت كما كن فخرواً بأنك كندي وضاعف المساهمات العديدة التي تقدمها للمجتمع العربي المحلي لمساعدة كندا في جعلها دائماً البلد العظيم الذي هي عليه الآن، وتذكر أن تحافظ على تراثك جيدًا ، حيث أنه من لا يعرف ماضيه لن ينجح أبدًا في المستقبل.