لقاء عين على الجالية مع د. محمد فواز الصالح الحسينات

لقاء عين على الجالية مع د. محمد فواز الصالح الحسينات في زاوية عين على الجالية لهذا العدد الهام والخاص جدا من صحيفة عرب كندا اخترنا الحوار مع أحد نشطاء وأعمدة أبناء الجالية الأردنية والذي يحظى بإحترام بين أبناء جاليته وصاحب مبادرات إنسانية متميزة بين الحين والآخر وهو د. محمد فواز الصالح الحسينات.

 

دكتور محمد فواز الصالح الحسينات هو أردني كندي يعيش في كندا منذ اكثر من عقدين من الزمن، حيث غادر مدينته جرش الأردنية باحثا ومتطلعاً لتحقيق الدراسات العليا ومتشوقا لتحقيق النجاح والتميز وقلبه كان ولا زال ينبض بعشق وطنه الأم الأردن وخدمة أهله الأطياب.
‏د. الصالح غادر الوطن في ريعان الشباب ولم يكن يحمل بجيبه الا حب الوطن حسب تعبيره، وكافح كباقي المهاجرين ولكنه تميز بالعمل بإرادة وعزيمة حيث حقق عدة نجاحات على صعيد العمل بالقطاع الخاص فأصبح بعد فترة قصيرة من عمله مدير شرق مقاطعة أونتاريو للموارد البشرية في واحدة من أكبر شركات كندا.
وبعدها قرر إكمال دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة اوتاوا الكندية وحصوله على اعلى منحة دراسية من هذه الجامعة العريقة، نتيجة تفوقه في دراسة الماجستير في إدارة الاعمال،  ومن ثم حصل على المركز الأول مع مرتبة الشرف  بعد إنهائه دراسة الدكتوراه في الادارة العامة تخصص مكافحة الفساد،  وقد حقق بذلك تميزا حيث حصل على أعلى درجة في دفعته لسنة 2017 وتم تكريمه من إدارة الجامعة وإدارة كلية العلوم الانسانية لبسبب مناقشته رسالة الدكتوراة بأقصر فترة دراسية ممكنة.

‏د. الصالح هو رب أسرة وأب لأربعة أبناء ويؤمن بأن الإندماج في المجتمع الذي يعيش فيه هو ضرورة ويمثل أولى خطوات النجاح .
إلى جانب هذا هو فعال في الجالية الاردنية والعربية ، حيث تم انتخابه كرئيس لجالته وهو صاحب مبادرة رفع العلم الاردني أمام بلدية العاصمة الكندية اوتاوا.
د.الصالح  مثل نموذجاً مكافحاً ومجتهداً،  لذلك ما زال يعطي ويبادر لمساعدة أبناء الجالية الاردنية والعربية،  ويعمل الآن في الحكومة الفدرالية الكندية، وهو سباق للمبادرات الخيرية التطوعية ومن اخر مبادراته كانت هذه المبادرة الإنسانية التي حظيت بإهتمام واسع في ظل التحديات التي فرضها إنتشار فيروس كورونا، حيث أسس مجموعة النشامى للعمل الخيري التطوعي والتي لاقت نجاحاً واسعاً حيث تلمس احتياجات أبناء الجالية الاردنية في اوتاوا وكندا عامة، خاصة بعد ما ترتب على جائحة كورونا من تحديات في البلاد.
د. الصالح يقول بأنه ‏شخصيا اعتبر كندا أمه الثانية بعد الأردن، هذه البلد التي تحتضنك بذراعيها وترحب بك وتشعرك بانك فرد مهم جدا لها، وبفضل سياسة التعددية العرقية والثقافيه فهي بلد منفتحة جداً على اي ثقافة وديانة ترغب بممارستها، ورغم قساوة الغربة في البداية، لكن هذه البلد المعطاءة تشعرك بالأمان وتوفر لك كل سبل النجاح العلمي والعملي.
 مضيفاً أن شق طريق النجاح في كندا ليس بالأمر السهل ولكن مع الكثير من الجهد والصبر والمثابرة واكتساب مهارات جديدة تستطيع أن تحقق نتائج مبهرة، وذلك بدعم من أهل هذه البلد العظيمة ‏، مع التأكيد على أن الإيمان بعشق الاردن هو بلا شك تأكيد على عشق كندا، فالاردن هي بلدي الام وكندا هي امي الثانية وأعتقد انه كان خياراً موفقا لي ولأسرتي وهذه النجاحات تثبت ذلك.
د. الصالح ، تحدث عن ‏ الجالية الأردنية التي يكن لها كل الإحترام والتقدير حسب قوله،  حيث قال بأنها جالية نشطة ومبدعة وصاحبة نخوة مميزة، وأبنائها من النشامى والنشميات لا يوصف تعاونهم وتفانيهم لحب عمل الخير التطوعي.
مضيفاً أن،  جاليتنا الاردنية هي جالية مثقفة ومتعلمة، تؤمن بأهمية العمل التطوعي وهي من الجاليات الملتزمة جداً بالقوانين والانظمة المعمول بها في كندا.
  كما أن هذه الجالية لديها عدد كبير من رجال الاعمال  والمثقفين والمبدعين والقامات العلمية ، ولذلك هذا المزيج من العلم والخبرة وتعاونهم منقطع النظير يعطيهم بلا شك طابع الخصوصية التي تصقلهم برونق مميز،  حيث أن ما قامت به جاليتنا من اعمال خيرية يصعب حصرها في مقابلة واحدة.
 ولذلك انطلاقا من الإيمان بأهمية عمل الخير التطوعي جاءت الدعوة لمبادرة النشامى هذه لتكون المنصة الحقيقية والفاعلة من أجل مساعدة الآخرين ‏ والتعاون فيما بيننا خدمة لاخواننا الأردنيين والعرب ممن هم بحاجة لمساعدتنا.
‏وهنا أود توضيح أن هذه المبادرة  ترتكز على أساس مساعدة أبناء الجالية الأردنية والعربية من سكان مدينة أوتاوا، حيث أنها جاءت كفكرة، وبدأت المبادرة فعلياً  بعد الشعور بخطر إنتشار وباء كورونا، وقد كان هدفنا الأسمى هو التكاتف فيما بين بعضنا البعض والبحث في إمكانية مساعدة ومساندة من هم بأمس الحاجة في هذه الفترة ليتمكنوا من تعدي هذه المحنة بأقل الخسائر الممكنة.
 ‏مؤكداً على أن هذه المبادرة ستصبح مؤسسة خدماتية وغير ربحية مسجلة رسمياً بعد الإنتهاء من هذه المحنة، وهي المبادرة التي إلتف حولها عدد من النشميات والنشامى أبناء الوطن الحبيب الأردن ومن سكان مدينة أوتاوا بلغ عددهم حتى اللحطة 100 مشترك وعشرين متطوع من المستعدين للخروج في أي وقت تلبية للنداء الإنساني الذي أطلقناه إنسجاماً وتناغماً مع نداءات الجهات الرسمية الكندية من جهة من أجل التكامل والتكافل بين أبناء المجتمع الكندي، ومن جهة أخرى توافقاً مع مبادرة سعادة سفير الأردن لدى كندا ماجد القطارنة والذي بدوره سخر كل إمكانيات السفارة بما فيها جهود الدبلوماسيين النشامى الأردنيين تماهياً مع تعليمات القيادة الأردنية الهاشمية من أجل إنجاح مثل هذه المبادرة في الخارج، وذلك من أجل مساعدة الأردنيين بعضهم البعض في هذه الظروف الإستثنائية بالرغم من كل التحديات المالية والمعنوية واللوجستية.
منوهاً إلى أن تركيز القائمين على هذه المبادرة الآن ينصب على الإهتمام بذوي الحالات الصحية الحرجة ‏وكبار السن ومن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين لا تسمح لهم الظروف بالخروج من منازلهم لتلبية احتياجاتهم من دواء أو مواد تموينة أساسية.
مشيراً إلى أن هناك عدد كبير من الطلبة الأردنيين في كندا لم يتمكنوا من السفر إلى الأردن نتيجة لتأخر جامعاتهم بالإعلان عن توقف الدوام وهم بحاجة فقط إلى الدعم النفسي والمعنوي وبالتالي نشعر بأن هناك واجب تجاههم يتوجب علينا القيام به ، وأنا أقول لهم إن أهلكم هناك في الوطن الحبيب ونحن أيضا أهلكم هنا،  وكمبادرة رمزية وجزئية بسيطة من مبادرتنا هذه تمكنا من شراء كمامات ‏طبية وكما تعلمون أنه من الصعب الحصول عليها من الاسواق في هذه الأوقات الحرجة.
 وكذلك وفرنا قفازات من أجل إرسالها لمن يرغب من الطلبة مع رسالة حب ووفاء من هذه القائمين على هذه المبادرة لهؤلاء الطلبة والتأكيد على أننا هنا أهلهم ومعهم وجاهزون لمساعدتهم،  وندعو لهم ولكل الأردنيين والعالم أجمع بالصحة والعافية والسلامة في هذه الظروف الإستثنائية.
منوهاً إلى أنه قد تم تزويد الطلبة بهذه المواد من خلال التنسيق مع السفارة الأردنية والتي تملك سجلاً  كاملاً بأسماء هؤلاء الطلاب من أبنائنا وبناتنا .
مطلقاً نداء من خلال منبر صحيفة عرب كندا، وذلك لأهالي الطلبة لطمأنتهم والتأكيد لهم على أن أبنائهم في أمان، قائلاً نحن هنا أهلهم وسفارتنا الموقرة تتابع أحوالهم بشكل يومي والجالية الأردنية لن تتركهم.
 د. الصالح ، ثمن إهتمام الوطن الأردن الحبيب بهذه المبادرة بشكل كبير حيث قام تلفزيون عمان بالاتصال به وتم إجراء مقابلة تلفزيونية مباشرة للتحدث عن حيثياتها ،  والتي شرحت صدور اهلنا في الاردن وأهل طلابنا ايضاً وسرت خواطرهم ،  وحتى الطلاب انفسهم  وذلك من خلال التعبير عن مشاعرهم النبيلة وتأييدهم لهذه المبادرة عبر السوشيال ميديا، ‏وممتنين لمثل هكذا مبادرة إنسانية إبداعية تجمع أبناء الوطن وتوحدهم بالشدائد،  وقد استقبلنا بشكل مباشر وعن طريق سفارتنا الموقرة ، عدد كبير من المكالمات الهاتفية والرسائل النصية من اهلنا بالأردن للثناء على هذه المبادره، وكانوا يرددوا لنا عبارة "هذه المبادرات الخيرة ليست غريبة عن نشامى الوطن".
د. الصالح  لم ينسى أن يقدم شكره لأبناء الجالية الأردنية الذين ساهمموا معه بإنجاح هذه المبادرة، حيث قال أنتم خير نشامى وخير سفراء لبلدنا الحبيب الأردن، لذا أشكركم من قلبي على حسن تعاونكم وتشجيعكم ودعمكم المادي والمعنوي لهذه المبادرة الإنسانية، وهي ليست بعيدة عنكم فانتم أهل لها، وانتم يا أبناء وطني ترفع لكم القبعات أينما كُنتُم ‏مع تمنياتي لكم ولاهليكم ومن تحبون بالسلامة من هذا الوباء الخبيث، ‏اما أحبتنا أبناء الجاليات العربية أتمنى لكم السلامة وأسأل الله العلي القدير أن يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق الخير خطاكم مع تمنياتي لكم وجميع الجاليات وجميع الكنديين والعالم أجمع بالسلامة والصحة والعافية.
 د. الصالح ختم هذا اللقاء بقوله صحيفة عرب كندا ورغم قصر عمرها ولكنها فاقت كل التوقعات على المستوى الإعلامي والمهني،  فهي الوسيلة الإعلامية السباقة إلى إيصال المعلومة الصحيحة وبدون تحيز، وأنا أعتز بأنني من متابعين هذه الصحيفة، وما اشاهده من هذا النجاح الكبير لهذه المؤسسة التي لا تدخر جهداً من خلال العمل الشاق الدؤوب الذي يقوم به رئيس التحرير المهندس زهير الشاعر،  استطيع القول أن هذه الصحيفة ‏ومن علمي بعدد القراء الذين تجاوزوا المائة الف، قد حققت نجاح كبير وهي دائماً سباقة على جميع الأصعدة .
 هذه الصحيفة خلقت جسور متميز من تواصل ما بين أبناء الجاليات العربية ببعضهم البعض وأيضا جسور ما بينهم وبين بلدانهم الاصلية، وهي من الصحف السباقة لنشر وإيصال المعلومة المهنية الصحيحة والسلسة، وتعمل على خلق جسور وقنوات هامة خاصة فيما بين أبناء الجالية العربية والسفراء العرب من جهة  والجهات الرسمية الكندية من جهة أخرى، فلها منا ومن الجاليه الأردنية الكندية كل الثقة والدعم والاحترام والتقدير.