آخر الأخبار

كندا في قلوبنا وعلى رؤوسنا في كل مراحلها ، في عافيتها وفي وجعها!

قد يبدو العنوان غريباً بعض الشئ ولكن في ظل الازمة الصحية التي تجتاح بلادنا العظيمة كندا كان لابد لي أن أجد عنواناً يليق  بالحديث عن ازمتها وبها وبمكانتها في وجداني حتى أستطيع أن أوصل فكرتي لقرائي الكرام لحثهم على مواكبة التحديات التي نواجهها نتيجة تفشي وباء كوفيد - 19 وضرورة الإلتزام بالتوجيهات الرسمية المتعلقة بهذا الخصوص.لذلك شعرت بأن التعبير عن فكرة الإنتماء الحقيقي في هذا الوقت العصيب واجبة ولربما تكون مُحفزة للجميع لكي يأخذ كل واحد منا دوره ليس فقط بالتعبير بالكلمات وإنما بالعمل والإلتزام بما تمليه عليه المصلحة العامة.فالانتماء هو لغةً تُعرف بأنها تُمثل الانتساب إلى شيء ما، أمّا اصطلاحاً فهو يمثل الارتباط الحقيقي، والاتصال المباشر مع أمرٍ مُعيّن  تختلف طبيعته بناءً على الطريقة التي يتعامل فيها الفرد معه، ويعرف أيضاً بأنه التمسك، والثقة بعنصر من عناصر البيئة المحيطة بالأفراد، والمحافظة على الارتباط به وجدانياً، وفكرياً، ومعنوياً، وواقعياً مما يدلّ على قوة الصلة التي تربط بين الفرد، والشيء الذي ينتمي له، سواءً أكان  انتماؤه لوطنهِ، أو عائلتهِ، أو عمله، أو غيرهم. والإنتماء هنا لكل تلك الأشكال الإنسانية يعتبر مقدساً، خاصة في ظل هذه الأزمة التي باتت تجتاح عقولنا وتخلخل إستقرارنا وتهدد صحتنا لا بل تزلزل فكرنا.كيف لا وقد بات انتشار فيروس كورونا المخيف هاجساً مرعباً لكل واحدٍ منا ، لا بل أثقل كاهلنا وغيب الكثير من إهتماماتنا وأولوياتنا.كيف لا وجميعنا بدأ يخرج من ذاتيه الى حالة البحث عن التكافلية مع الآخرين وعن كيفية جعل بلدنا هذا آمناً ومطمئنا وقوياً حتى نكون مثله أقوياء كذلك.كيف لا وعيوننا باتت مليئة بالحيرة والتوهان والخشية من غداً ليس على أنفسنا فقط بل على وطن أحبنا وأحببناه.كيف لا وعقولنا باتت مشتتة تجاه ما يحمله الغد من تخوفات أرعبت دول أخرى وخلفت أعداد مرعبة من الضحايا.لذلك ونحن كجالية عربية وإسلامية دائماً سباقة في أخذ دورها للمشاركة في الحلول وتقديم كل ما هو مطلوب منها،  أجد أنه قد حان الوقت لنقول سوياً نحن مع كندا دائما وبها ولها، نبني المستقبل جنباً الى جنب مع كل مكوناتها ونلتزم بمتطلبات ذلك ، وحتى نحقق ما نسعى إليه علينا الإلتزام بالتوجيهات التي تصدر إلينا من الجهات الرسمية التي لا تكل ولا تمل ولا تنام الليل وهي تصله بالنهار من أجل السهر على سلامة مواطنين الدولة بكل مكوناتها ومختلف ثقافاتهم وتنوع معتقداتهم ولغاتهم ونحن منهم.نعم إنها الدولة العظيمة اليوم التي يجب علينا ان نلتف حولها ونحمي توجهاتها ونلتزم بتعليماتها ونتوقف عن الركض وراء  الشائعات ومن يحاولون التشويش على سياساتها حتى تستطيع أن تأخذ قراراتها الصحيحة والصائبة في الوقت المناسب وبأقل الخسائر الممكنة.نعم إن كندا في قلوبنا وعلى رؤوسنا وفي كل مراحلها، نتمنى لها أن تكون على الدوام في قمة عافيتها ولن نكون الا جزءً أصيلاً منها حتى في أوجاعها وأزماتها،  وما علينا اليوم إلا أن نكون لها وتحت أمرتها!.