آخر الأخبار

تعرف على الراهبة الكندية التي ماتت وهي تخدم الفقراء والمحتاجين

عرب كندا نيوز :وُلدت ماري آن مارسيل ماليت في 26 آذار عام 1805 في مونتريال، كندا، وتوفي والدها فيتال ماليت عندما كانت في الخامسة من عمرها، فغيّرت وفاته اتجاه حياتها على الفور. قامت والدتها مارغريت بإرسال ماري وشقيقها للعيش مع عمتهما وعمهما في مدينة لاتشين لأنها لم تكن قادرة على توفير التعليم لطفليها. فأرسل الوصيين الجديدين ماري إلى دير مجمع راهبات سيدة نوتردام، حيث أمضت معظم سنواتها تنمو كتلميذة مدرسة داخلية.

 

بعد أن فقدت والدها الذي توفي، وأمها بسبب الظروف الصعبة، أصبحت ماري آن حساسة للغاية تجاه الارتباك والفوضى التي أصبحت جزءًا من حياتها الشابة. وسرعان ما طورت وبرزت تعاطفًا طبيعيًا للفقراء والمضطهدين. وخلال نموها، انجذبت إلى الحياة الدينية حيث رأت أنها الطريقة الأفضل لمساعدة المحتاجين، وقررت الانضمام إلى راهبات الأعمال الخيرية في المستشفى العام في مونتريال.

كانت هذه الرهبنة المعروفة أيضًا باسم الراهبات الرماديات في مونتريال، أول جماعة دينية تأسست في كندا. وتم قبول ماري كمبتدئة لدخول الرهبنة عندما كانت في سن السادسة عشرة. وفي 18 أيار عام 1826، قامت بنذورها، وأصبح واجبها الأساس يتمركز حول رعاية المرضى.

وعام 1846، بدأت الأخت ماري بزيارة المرضى والأشخاص غير القادرين على مغادرة المنزل. فاكتشفت أنها تحب أن تكون جزءًا من هذه الخدمة، وقد أصبح الأشخاص الذين التقت بهم يعرفونها ويحبونها. ولكن، عام 1847، ضرب التيفوئيد مدينة مونتريال، فوضعت الأخت ماري غريزيًا مهاراتها التنظيمية في العمل. تم تعيينها مساعدة عليا وتولت المسؤولية الكاملة والإشراف على المستشفى والموظفين.

رأت رئيستها ومرشدتها مدى مساعدتها في إنشاء مستشفيات جديدة في أماكن مختلفة مثل مانيتوبا وأوتاوا وكيبيك، فتم اختيارها لتكون رئيسة بعثة كيبيك الجديدة. لكن هذه الخطوة تطلبت منها ترك رهبنتها وإيجاد رهبنة جديدة. وفي 21 آب 1849، قطعت الأخت ماري ماليت علاقاتها براهبات الأعمال الخيرية في مونتريال وأسست راهبات الأعمال الخيرية في كيبيك. وهناك، واجهت هي وتابعاتها الخمس مهمة شاقة.

 

كانت كيبيك تمر بوقت عصيب في ذاك الوقت، إذ كانت تتعافى من حريقها المدمر الثاني عندما تفشى وباء الكوليرا. وجاءت الأم ماليت والراهبات المرافقات لها لرعاية المرضى وتعليم الفتيات الصغيرات. وبناءً على الظروف التي واجهنها، أمرت الأم ماليت أولاً بإنشاء خدمة لإغاثة أطفال المدارس المحتاجين. واعتنت بالفتيات اليتيمات، ثم عام 1855 اهتمت بالنساء المشردات، وبكبار السن والعجزة عام 1856، ثم افتتحت دارًا للأولاد اليتامى عام 1862. وهكذا، لم تُنقص أبدًا الأعمال الخيرية الضرورية.

 

عام 1866، افتتحت الأم ماليت مركزًا للعيادات الخارجية للمحتاجين، وخلال الأعوام الـ17 التي كانت فيها مديرة لجماعتها، كانت أيضًا مسؤولة مع أبرشية كيبيك عن إنشاء خمس مدارس داخلية للبنات، اتخذت مناهج مماثلة لمنهج المدارس المحلية. كما أنها عمدت أيضًا على تدريب النساء ليصبحن معلمات. واستقبلت راهبات الأعمال الخيرية أيضًا المهاجرين الوافدين حديثًا الذين لم يكن لديهم ملجأ، وقدمن المساعدة والمأوى لأولئك الذين فقدوا كل شيء في الحرائق.

 

وفي 1 تموز عام 1866، وافق البابا بيوس التاسع على إعلان رهبنة راهبات الأعمال الخيرية في كيبيك. وظلت الأم ماليت وتابعاتها وفيات لسلطة السلبيسيين. ومع ذلك، فرض أسقف كيبيك قاعدة جديدة على الرهبنة وكانت مستمدة من اليسوعيين، ما تسبب في أزمة داخلية لأن الراهبات أردن أن يظلن وفيات لنذورهنّ الأصلية على الرغم من أن الفرق كان بالكاد ملحوظًا. لكن الاستمرار تطلب تعهدًا بالولاء للقاعدة المعينة حديثًا. إذًا، يمكننا القول إن السياسة أطلّت بوجهها القبيح حتى داخل حدود بيئة روحية عميقة.

 

لم تستطع الأم ماليت، المعتادة على 40 عامًا من الاحترام لسلطة رهبنة السليسيين، إعطاء الولاء بالتساوي لكلتا السلطتين، لكن الراهبات الجدد احتضنّ القاعدة اليسوعية. وفي عام 1866، لم يتم إعادة انتخاب الأم ماليت كرئيسة بل تم استبعادها من الواجبات الإدارية. فعادت لتعيش بقية حياتها كراهبة بسيطة.

توفيت الأم ماري آن ماليت التي عانت من مرض السرطان، في عيد الفصح يوم الأحد الموافق 9 نيسان عام 1871، في مدينة كيبيك عن عمر يناهز 66 عامًا. وقد أُعلن تبجيلها في شهر كانون الثاني عام 2014.