لقاء عين على الجالية مع الأستاذة المحامية والناشطة النسوية والإعلامية المعروفة رنا شبيب.

الأخت رنا شبيب تشرفنا بكم في زاوية عين على الجالية في صحيفة عرب كندا ويسعدنا أن تعطي القارئ العربي نبذة عنكم للتعرف عليكم أكثر.

في البداية اوجه تحياتي لحضرتكم ولقراء صحيفة عرب كندا المتميزة .. انا محامية مهتمة بالشأن السياسي والإجتماعي والثقافي،   اروج أفكاري إعلاميا عن طريق صفحتي الشخصية على الفيس بوك وايضا من خلال اذاعة تشين راديو التي أقدم من خلالها ساعة أسبوعية عن العراق ، وتجربتي التطوعية هذه في تقديم الساعة العراقية في هذه الاذاعة  جاءت من أجل تقديم صورة جميلة عن وطني العراق تعكس تاريخه وعمقه الثقافي والحضاري والفني ، خاصة وانني مطلعة على التاريخ بحكم قراءاتي المعمقة ، وايضا متابعاتي الجيدة والمستمرة للأحداث التي تدور على الساحة السياسية العراقية ، وما يترتب عليها من ظواهر اجتماعية سواء كانت سلبية أو إيجابية .

كذلك لدي اطلاع واهتمام بالجوانب الثقافية لهذا وجدت من الضروري تغطية هذه الامور إعلاميا لغرض تعريف الجالية العراقية هنا في العاصمة الكندية أوتوا وضواحيها بشكلٍ خاص ولكل مستمعي تشين راديو في كندا من أبناء الجاليات العربية بشكل عام. 

كصاحبة خبرة في كندا واسم معروف في أوساط أبناء الجاليات العربية،  كيف ترين تجربتك في كندا منذ مجيئك اليها وما هي التحديات التي واجهتيها؟

حقيقة كامرأة  عربية قادمة من محيط وثقافة محافظة الى بلد منفتح يحتوي على الكثير من الاجناس والثقافات ، وجدت أنه من الطبيعي ان اواجه صعوبات وتحديات في البداية،  لكن بعد مرور الوقت وفهم طبيعة الحياة بدأت تذوب هذه المصاعب ويبدأ الانسان يفكر في كيفية تطوير ذاته واجادة التعامل مع محيطه الجديد ... اما عن تجربتي الشخصية فأنا اصبحت مسؤولة بشكل كامل عن نفسي ولاول مرة  في حياتي هنا في كندا .. اتحمل مسؤولية قراراتي اخطط لحياتي ولبناتي ارسم مستقبلي وفق رؤيتي الشخصية واحتياجاتي النفسية بعيداً عن الوصاية التي كانت تمارس على النساء  في الشرق الأوسط  .. ولذلك أجد نفسي  قد حققت شيئا من النجاح،  أيضا بدأت ارى نفسي متوازنة أكثر في سلوكي العام حيث حافظت على  هويتي  العربية الشرقية،  وحاليا اضع خطة مستقبلية  لنفسي  في مواصلة الدراسة والعمل ضمن تخصصي في القانون او الإجتماع  والإعلام  وان كنت بطيئة بعض الشيء بسبب مسؤلياتي الكثيرة  تجاه بناتي لكني ماضية في  تحقيق اهدافي وأعتقد أن الفرصة مواتية هنا في كندا لتحقيق ذلك خاصة أن هناك الكثير من البرامج الداعمة للمرأة ومساعدتها في تحقيق ذاتها وشق طريقها ..

رنا شبيب معروفة بغيرتها الوطنية وصاحبة موقف يصفه البعض بأنه عنيف والبعض الآخر بأنه صلب تجاه وطنها العراق ولكنها دائماً متهمة بأنها تهاجم القيادات العراقية فلماذا يتم ذلك؟.

اي نظام سياسي  في العالم يتعرض الى النقد والمعارضة وان كان لا يحوي الا بعض الهفوات .. فكيف بنظام فاسد قائم على  أساس المحاصصة أعاد العراق قرونا الى الوراء بواقع مأساوي بسبب السياسات الغبية التي ينتهجها ساسة دون مستوى المسؤولية والأمانة  ،   فكيف لا اهاجم او اعارض مثل هذا النظام وأنا أجد أن سياساته تمزق الوطن وتهدر مقدراته ؟؟ .

بالمقابل أنا مع كل توجه بناء وتوافقي ومنطقي يؤدي في النهاية إلى تماسك الوطن ومشاركة أبنائه في بنائه بدون النظر إلى معتقدات متعددة ومختلفة من أجل الحفاظ عليه والارتقاء به والمساهمة ببنائه ورخائه وازدهاره. 

  كإمرأة عربية جاءت الى كندا من رحم المعاناة ولكنها لا زالت مكافحة وتعمل بقوة على الاندماج في المجتمع الكندي ، ماذا تودين أن تقولي للمرأة العربية خاصة حول كيفية الإستفادة مما توفره كندا لها من إمكانيات تصون حقوقها وترتقي بها؟

 سؤال مهم جدا الحقيقة،  وكثيرا ما  اركز عليه في مناسبات عديدة  .. المرأة  العربية تحديدا  قادمة من مجتمعات كبلتها  وحرمتها من ممارسة حياتها  والتمتع بحقوقها في التعليم والعمل والتفاعل مع محيطها الاجتماعي  ، وكون أن كندا كبلد يمنح حقوق وحريات كثيرة  للمرأة ، إذا يتوجب على المرأة العربية ان تعرف كيف تستفيد من هذه الإمكانيات التي سخرتها حكومة كندا  للارتقاء بها انسانيا وثقافيا ومجتمعيا وجعلها عنصرا فاعلا ومنتجا في المجتمع ، بدلا من تكون عالة على اسرتها وزوجها . 

لذلك أجد أنه من المفيد أن تعمل المرأة العربية المهاجرة على ضرورة فهم حقوقها  جيدا للاستفادة منها في بناء شخصيتها تمهيدا لاندماجها كعنصر  فاعل تساهم في بناء اسرتها وتربية ابنائها أولا ، بما يحقق التوازن بين المحيط القديم الذي جاءت منه والمجتمع الجديد الذي تعيش فيه ، وهذه مهمة تتطلب وعي عالي وثقافة لا بأس بها  حتى تستطيع أن تنجح وتستفيد مما هو متوفر لها ومن ثم تشق طريقها بدون عناء.  

من خلال خبرتك في المجال القانوني ، بماذا تنصحين أبناء الجالية العربية لحماية أنفسهم وأبنائهم من محاولة البعض توريطهم في عالم الجريمة والمخدرات ؟

كنصيحة اوجهها لابناء الجالية  العربية بهذا الخصوص ، هي ضرورة مراقبة الأبناء والاهم احتوائهم لحمايتهم من الانزلاق بهذا الامر المدمر .. كندا بلد يحمي الانسان ويوفر له كافة سبل العيش الكريم ليكون شخص مستقيم في المجتمع،   فما الضرورة للدخول في انفاق مظلمة كالمخدرات وغيرها ، لذلك لابد من أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وبالتالي العمل بوعي تام بعيدا عن هذه البيئة والعمل على الدوام من أجل الانخراط في البرامج المتوفرة والمفيدة حتى يتمكن الإنسان من الاستفادة منها وتحصين نفسه بالشكل المطلوب أمام هذه التحديات.. 

بماذا تطمحين تحقيقه في هذا العام الجديد؟

اولا انا مقبلة على امتحان نيل الجنسية الكندية قريبا ، وهذا أمر بالغ الأهمية بالتأكيد لي ولأسرتي، ومن ثم اطمح الى اكمال دراستي في المجالات التي ذكرتها سابقا، وأمنيتي الحقيقية اليوم  وهي الأكبر و الأكبر هي زيارة وطني العراق وأنا أراه مستقراً ومعافى من كل الأزمات والتحديات وينعم بالأمن والأمان والسلام.  

ماذا تودين القول لابناء الجالية العربية من خلال صحيفة عرب كندا؟ 

أتمنى  لكم سنة  جدبدة سعيدة مكللة بالانجاز والنجاح وان نرى اوطاننا دائما معافاة من مآسيها وان تكون في أحسن حال وأهلنا هناك في أهدأ بال وهذه الأمنية الأهم بالنسبة لي .. 

ما رأيكم بصحيفة عرب كندا 

صحيفة ممتازة  وانا من قرائها ومتابعيها   ...