هل ماتت أم قتلت؟ وفاة غامضة لفتاة فلسطينية تعيد جدل "جرائم الشرف" في البلدان العربية

أثارت وفاة فتاة الفلسطينية، إسراء غريب، الغامضة غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد شكوك حول مقتلها بعد "جريمة شرف"، وهو ما تنفيه عائلتها تماما.

وانتشر تسجيل صوتي يشير إلى تعرض فتاة للتعذيب والعنف قيل إنه يعود لإسراء، ولكن لم يتسن لبي بي سي التأكد من صحة التسجيل.

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #كلنا_إسراء_غريب للتضامن مع إسراء، وسرعان ما تصدر هذا الوسم تويتر في عدة دول عربية حاصداً أكثر من 50 ألف تغريدة.

وفاة إسراء ألقت الضوء مجددا على موضوع جرائم الشرف في البلدان العربية . وفي هذا السياق كتبت أروى الوقيان "بئس المجتمع المريض الذي يتباهى بالقتل و لا يعرف الرحمة".

 الرحمة على روح اسراء غريب التي كانت ضحية لمجتمع ذكوري و لغيرة نساء العائلة، ما حدث لها محض تخلف، ماتت بعد تعذيب و عنف من أسرتها فقط لأنها إلتقت بخطيبها بحضور أخيها، بئسا للمجتمع المريض الذي يتباهى بالقتل و لا يعرف الرحمة!  #كلنا_اسراء_غريب
هذا وكانت كشفت عائلة الفتاة اسراء غريّب من مدينة بيت لحم، ما قالت إنه الأسباب الحقيقية لوفاتها، مبينةً حقيقة الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد محمد صافي، زوج شقيقة إسراء، المتحدث باسم العائلة، لـ "دنيا الوطن"، أن الفتاة توفيت نتيجة إصابتها بجلطة دماغية مجهولة السبب.

وأضاف صافي: "مواقع التواصل الاجتماعي التي تداولت الفيديو والمعلومات لا تملك المصداقية، حيث استقت الأخبار من صفحة تابعة لأشخاص مجهولين، وقدمنا شكوى على هذه الصفحات، ولكن ذلك يحتاج إلى مراسلات دولية حتى يتم إغلاقها".

وتابع صافي: "هذه الصفحة قائم عليها أشخاص من داخل وخارج الوطن، يخدمون مصالح خارجية، والتي تناولت معلومات بأنه تم تعذيب إسراء وتم قتلها، وهي لا تمت للمصداقية بصلة".

وكشف صافي، أنه "تم نقل إسراء للتشريح المبدئي، وتم ابلاغ العائلة بأنها توفيت إثر جلطة، نافياً وجود شبهة جنائية، أو أي كدمات على جسدها أو تضرر في أحد الاعضاء، مؤكداً أن العائلة تريد معرفة سبب الجلطة".

وأشار إلى أنه تم إرسال تقرير طبي إلى الأردن ، لمعرفة سبب الجلطة، منوهاً إلى أنه لا يوجد إمكانيات بمستشفيات الضفة الغربية، مؤكداً في الوقت ذاته أنه في يوم الخميس المقبل، سيتم التعرف على سبب الجلطة، وبين صافي أن النيابة العامة والشرطة الفلسطينية لا تستطيعان التصريح قبل وصول تقرير التشريح.
وفيما يتعلق بالتسجيل الصوتي الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظهر به صوت صراخ اسراء، أوضح صافي، أن وزارة الصحة الفلسطينية هي من تتحمل مسؤوليته.

وبين أن التسجيل الصوتي صدر في أول يوم باتت فيه إسراء في  مستشفى الحسين، حيث أنها منقولة من الجمعية العربية؛ بسبب وجود كسر في العمود الفقري.
وفي السياق، قال زوج شقيقة اسراء: "في مستشفى الحسين، يمنع مرافقة الرجال، حيث كانت والدتها برفقتها، حيث تم اعطاء إسراء ابرة مخدر حتى تستطيع النوم لمدة عشر ساعات، وغادرنا إلى منازلنا بعد أن اطمأننا عليها".

وأضاف: "إسراء كانت نائمة على السرير، ووالدتها كانت نائمة على الأرض، وبجانبها مرافقة لمريضة أخرى في نفس الغرفة، وطالبنا من المرافقة أن ترعى إسراء، حيث أصدرت دائرة الرقية الشرعية في بيت لحم إفادة للنيابة أثبتت أن اسراء كانت تعاني من لبس جان، حيث استيقظت وشرعت بالصراخ وكانت تقول أن هناك أشخاص يضربونها، وهذا من أعراض اللبس، ووالدتها أغمي عليها في اللحظة التي صرخت فيها اسراء".

وأضاف صافي: "إن سبب صراخ إسراء، أنها كانت تطالب بحضور الشرطة، لأنها كانت خائفة من وجود التمريض أمامها، فهذه الحالة مخيفة، حيث أن لديها حالة غير طبيعية، وبالتالي فإن المستشفى سمح بمرافقتها بعدد لا يقل عن أربعة أشخاص".

وكشف صافي مكان وزمان الوفاة قائلاً: "كانت اسراء في مستشفى الحسين في بيت لحم، حيث تم تحويلها من الجمعية العربية إلى هناك، وأقر الأطباء أنها لا تحتاج إلى عملية، وقمنا بإعادتها إلى المنزل حيث توفيت في تاريخ 22/8/2019".

وكانت وفاة إسراء غريب قد أثارت الضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب النشطاء بالقصاص لها  مؤكدين أنها قُتلت ولم تمت بشكل طبيعي كما تقول رواية عائلتها.