في الحياة الزوجية تعملوا فن التغافل

لم أعرف قيمة تلك الكلمة العجيبة التي قالها الإمام أحمد بن حنبل :”تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل” إلا بالأمس، حين رأيت بعيني أنه بتطبيقها أنقذت أسرة كاملة بها ثلاثة أبناء والزوج والزوجة من الضياع ، تصور مفعول تلك الكلمة بعد مشاكل سنوات طوال عندما استقام عليها الزوجان تحسنت الأمور بينهما وأحسا بسعادة غامرة وراحة نفسية وزال التوتر تماما باتباع ذاك الخلق البسيط، الذي نسيه كثير منا اليوم حتى صار كل طرف ينتظر الغلطة من الأخر ويرد الكلمة بعشر كلمات ويكيل للأخر بدل الكيل عشرين كيلا ولا يمرر ولا يفوت.
يقول الزوج: عانيت كثيرا من تسلط زوجتي وقسوتها علي في المعاملة وغيرتها التي فاقت الحدود حتى كادت ان تخرب حياتنا الأسرية ، وأشد ما كان يزعجني منها هو عصبيتها الزائدة وصوتها العالي وجدالها وصراخها ولكني بعد أن حاولت تطبيق هذا الخلق بشكل جدي وبصبر ونفس طويل تغيرت الأحوال، حيث بادلتني زوجتي بنفس الخلق فما عادت تدقق على كل كلمة وكل تصرف ليس ضعفا مني أو منها ولكن تكرما وترفعا وصرنا نشعر بالسمو الأخلاقي بالتعامل حتى أولادنا بدأوا يقلدونا فصار ابني الكبير لا ينزعج من أخيه الأصغر إن أصر الأخير على أخذ لعبة منه أو قطعة حلوى كان يملكها صار يفوت ويمرر الأمور على مستواهم كأطفال. وهذا ما يرونه اليوم بحياتي أنا وزوجتي وقال: ديننا ما ترك شيء إلا ووضع له الحلول والضوابط وإني أنصح كل زوجين بتطبيق هذا الخلق الغائب عنا وهو خلق ( التغافل).
القراء الأعزاء :
التغافل باختصار معناه التغاضي وعدم التركيز على الزلات والغلطات والهفوات حلما وترفعا منك، ترفع عن الأمور التافهة رفقا بالأخرين ومعنى التغافل أيضا أن تتكلف الغفلة أي بلغتنا الدارجة ( تعمل نفسك مش واخذ بالك) والتغافل ليس سذاجة أو ضعف بل هو تعمد الغفلة رغم القدرة على التركيز والتدقيق وافتعال المشاكل ، ليس التغافل تأكيد للأخطاء بقدر ما هو حكمة وتمرير للأمور بالحد الذي لا تتصاعد فيه الأمور بين الطرفين.والتغافل لا يكون إلا عند وقوع الخطأ بدون قصد وهو من أخلاق الأنبياء والمرسلين.
لقد ثبت من خلال التجارب ان التغافل كان حلا لكل الخلافات الاسرية فتغافلوا تعيشوا سعداء.