أونتاريو: المجالس المدرسية توجه بتطوير سياسة الإعفاء لبعض عناصر المناهج الجديدة

ترجمة: أميرة ناصر.

أصدر موقع CBS NEWs   اليوم تقريراَ يتحدث فيه أن حكومة مقاطعة أونتاريو قامت بإلغاء مناهج الثقافة الجنسية السابقة فيها، والتي تم تحديثها ودراسة تنفيذها لمدة أعوامٍ سابقة وقد بدء الأخذ بها بالفعل في مدارس المقاطعة منذ العام 2015. هذه الأوامر بالإلغاء أثارت غضب الجهات المعنية بشكل أساسي مثل أولياء الأمور والمعلمين والنقابات التعليمية.

ويحتوي منهج الثقافة الجنسية الذي تمت مراجعته وتحديثه للمرحلة الابتدائية من قبل حكومة أونتاريو على عدة محاور كالصحة والاستخدام الاَمن للإنترنت وحماية المعلومات الإلكترونية. كما يتطلب علم الجهة التعليمية للسماح لأولياء الأمور بإعفاء أطفالهم من مناهج التنمية البشرية والصحة الجنسية.

وسيتم إحلال المنهج الجديد الذي تم إصداره يوم الأربعاء محل خطة تعليمية أخرى أثارت الجدل، والتي تم اقتراحها بعد وصول حزب المحافظين التقدمي للسلطة العام الماضي. وقد كان حزب المحافظون أثناء فترة وجودهم كحزب معارض في الحكومة، قد وصفوا منهج عام 2015 بأنه منهج " إيديولوجي"، وقد قاموا فعلاً بإلغائه لاحقاً عند تشكيلهم للسلطة، لكنهم أردفوا بأن المنهج الذي تم تبديله يحتوي على عناصر عدة من منهج عام 2015.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم إن مناهج الصحة الأساسية والتربية البدنية التي تم تحديثها ستتضمن إرشادات عن الصحة النفسية وعن الشكل السليم للجسم، بالإضافة إلى التغذية وتعليمات الأمان باستخدام الإنترنت. كما يتضمن المنهج أيضاً إرشادات لطلاب المرحلة الخامسة إلى المرحلة الثامنة للتعرف على كيفية التعامل مع مشاكل المواد المخدرة ك"الحشيش"، وهناك دروس تم إضافتها عن كيفية  التعامل مع الصدمات وتم توجيه هذه الدروس للمراحل الممتدة من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثامنة.

وقد وضحت الحكومة في وثائق نشرت على الإنترنت بإن المجالس المدرسية في جميع أنحاء مقاطعة أونتاريو ستحتاج أيضاً إلى وضع "إجراء يسمح لأولياء الأمور بإعفاء أطفالهم من الإرشادات الموجهة إليهم في المنهج في مواضيع كالتنمية البشرية والصحة الجنسية".

ويشار إلى أن الحكومة لم تقوم بتطبيق هذا الإجراء حتى هذه اللحظة، حيث أنها أعلنت أنه سيتم تطبيقه في شهر نوفمبر المقبل. بالإضافة إلى توفير مصادر ومحتوى المواد التي يتم تعليمها للطلاب عبر الإنترنت لأولياء الأمور حتى يمكنهم الاطلاع والمتابعة على محتواها إذا أرادوا ذلك.

وقد كانت الإعفاءات الدينية والمتحفظ عليها من فبل بعض الحالات تؤخذ بها في ظل الحكومة الليبرالية السابقة، بالرغم أن هذه الحالات تم التعامل معها بشكل فردي في ظل عدم وجود سياسة مقننة من قبل المجالس المدرسية في هذا الشأن.

وقد ألغت حكومة رئيس الوزراء "دوغ فورد" منهجًا حديثًا كان الليبراليون في أونتاريو قد قدموه ويتضمن دروسًا في الجنس، والعلاقات بين الجنس الواحد، والهوية الجنسية.  لكن وجهت الحكومة المدرسين بتعليم الطلاب مواداَ تعليمية أخذت بشكل كبير من منهج عام 1998 ، وقامت الحكومة اَنذلك بإجراء مشاورات مع أولياء الأمور والمعنيين بالأمر.

وقد أعلنت الحكومة أيضاً أن الوثيقة الجديدة ستعود إلى تدريس العديد من الموضوعات المثيرة للجدل والتي يغطيها المنهج الدراسي لعام 2015، ولكن في بعض الحالات، سيتقرر تأجيل دراستها إلى أن يصبح الطلاب في مرحلة عمرية أكبر. على سبيل المثال: كانت مفاهيم الهوية الجنسية يتم تدريسها للأطفال في المرحلة الدراسية السادسة، لكن سيتم تأجيل دراستها حسب الوثيقة الجديدة إلى المرحلة الدراسية الثامنة. 

وقد سبب إلغاء الحكومة للمناهج السابقة جدلاً كبيراً مما دفع اتحاد المعلمين الابتدائي في أونتاريو والرابطة الكندية للحريات المدنية بإصدار وثيقة للمحكمة تعارض فيها هذا الإلغاء. وقد جادلت هذه الكيانات بأن التغييرات التي قامت بها الحكومة تنتهك حرية التعبير للمعلمين وتعرض الطلاب للخطر. لكن من الجهة الأخرى قامت المحكمة برفض هذا الطلب في شهر فبراير الماضي.