آخر الأخبار

كاثرين ماكينا .. نفخر كحكومة بأننا أنشأنا مليون وظيفة ... ومعدل البطالة هو الأدنى في السنوات الأربعين الماضية

في اللقاء الذي أجراه رئيس تحرير صحيفة عرب كندا م. زهير الشاعر مع النائبة في البرلمان الكندي عن حزب الليبرال الحاكم وزيرة البيئة والتغير المناخي كاثرين ماكينا، التي رحبت بهذا اللقاء، وأجابت على كل أسئلتنا برحابة صدر، كما أنها وفرت لنا مساحة واسعة من الحوار الصريح وكل وسائل الراحة لإتمامه وإنجاحه.

س . بداية أشكرك على قبول هذه الدعوة لعمل هذا اللقاء الهام

أهلا وسهلاً بكم ويسعدني عمل هذا اللقاء مع صحيفة عرب كندا لمخاطبة أبناء الجالية العربية  من خلال هذا الحوار والإجابة على أسئلة لربما تدور في خلجاتهم وعقولهم ولا يجدوا من يعبر بالنيابة عنهم بهذه الأسئلة للحصول على أجوبة لها.

س .  كما نود منكم أن تقدمين نفسك لأبناء الجالية العربية في كندا

اسمي كاثرين ماكينا وأنا عضو البرلمان الكندي عن دائرة أوتاوا سنتر كما أنني وزيرة البيئة وتغير المناخ. لقد عشت في أوتاوا سنتر منذ عام 2002 عندما عدت من آسيا  حيث كنت أعيش مع زوجي في العاصمة الأندونيسية جاكرتا الذي كان يعمل محامياً هناك وقد عملت أنا أيضاً في مكتب محاماة.

لديّ ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 ، 12 ، 15 عاماً وأحرص على قضاء الوقت المناسب مع أسرتي قدر الإمكان.

درست القانون في مجال العلاقات الدولية بالفرنسية وذلك في University of Toronto، ثم درست في كلية لندن للاقتصاد، وبعد ذلك حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية، ثم حصلت على شهادة في القانون من كلية الحقوق McGill University (وبالمناسبة درست القوانين الإسلامية هناك) ثم أصبحت محامية.

كما أنني دُعيت إلى نقابة المحامين في نيويورك حيث إجتزت إمتحان مزاولة المهنة هناك وأصبحت محامية في حقوق الإنسان.

عندما عدت من إندونيسيا، عملت أيضًا كمحاميةٍ كندية، وأسست مؤسسة خيرية تُدعى "المحامين الكنديين في الخارج" ، لذلك كان التركيز كله هو على كيفية دعم الكنديين للمنظمات والحكومات في البلدان النامية التي تحتاج إلى مساعدة في مجال حقوق الإنسان وترسيخ سيادة القانون.

حقيقة كان هذا يمثل شغف لدي أرغب بتحقيقه، كما أن والدي الذي وصل من إيرلندا إلى كندا كمهاجر منذ 50 عامًا واصبح كندي فخور جدًا بهذا،  وقد كنا نعيش حينها في مدينة هاميلتون،  هذا وقد حرص والدنا على أن يتيح لي ولباقي أفراد عائلتي ونحن أربعة أبناء الفرصة للدراسة في المدارس الفرنسية وكنت محظوظةً للغاية بهذا، لأن والدي يؤمن حقاً بالتعددية الثقافية، وقد زرع في نفسي وفي أفراد عائلتنا أهمية ممارسة التسامح والاحترام خاصة مع الذين تواجه بلدانهم تحديات، لأن إيرلندا واجهت الكثير من التحديات وزرعت هذا الأمر العظيم في نفس والدي الذي حرص على نقله إلينا.

أيضاً  انتقلت بعد ذلك إلى إندونيسيا للعمل في مكتب محاماة مع زوجي، حيث تعلمت الكثير عن الإسلام هناك لأن لديهم أكبر عدد من المسلمين في العالم، وفي مكتب المحاماة الذي عملت فيه كان 80% من المحامين مسلمين، مما أتاح لي الفرصة أن أتعلم الكثير عن الثقافة الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالتقاليد الرمضانية التي تمثل جزءاً مهماً جداً من ثقافة المسلمين وبالطبع مكتب المحاماة الذي كان العمل فيه رائعاً بالفعل، لقد تعلمت الكثير بالتأكيد. لقد تعلمت الكثير عن الثقافة الإسلامية وما تعنيه أن تكون مسلماً وأهمية الصلاة وأهمية الصيام والاحتفالات الدينية والحياة المجتمعية.

 لقد أُتيحت لي الفرصة للمشاركة بالثقافة الإسلامية كثيراً لأنه عندما يكون لديك فرصة للمشاركة بشهر رمضان، فإنه يؤثر بلا شك على مكان العمل وما تراه من روح التسامح والحب والإحترام بين الزملاء خلال فترة العمل، لأن الجميع يعودون إلى البيت بعد وقت طويل من الصيام.

 كان هناك أيضاً العديد من الاحتفالات ذات الطابع الثقافي لأن مكتب المحاماة الذي كنت أعمل فيه كان يديره 4 سيدات، ثلاثة منهم مسلمات والرابعة مسيحية ، وكان هناك أجواء رائعة جداً من التعاون والإحترام بين الجميع!، حيث أنهم كانوا ودودين ومنفتحين للغاية، وقد ساهموا بشكل كبير في بناء ومساعدة المجتمع في إندونيسيا، وكان هناك الكثير من جمع التبرعات والدعم للمجتمع، لقد كانت حقاً فترة رائعة!.

وبالرغم من أنني بالفعل أم مشغولة جداً، وكوزيرة للبيئة وتغير المناخ أيضاً من خلال موقعي السياسي ، إلا أن هذا لا يشغلني بالتأكيد عن إهتماماتي الكثيرة جداً بمتطلبات مجتمعنا بل هو يمثل حافزاً للسعادة والشعور بالإرتياح والرغبة بالمزيد من العطاء عندما نقدم الخدمة للمجمتع، وهذا ليس فقط فيما يتعلق بمنطقة أوتاوا سنتر وإنما بالمجتمع ككل في العاصمة كلها، وأحرص على الدوام على التواصل مع جميع شرائح المجتمع، حيث أنني أعتبر ذلك هو الوسيلة الأفضل للإستماع للناس ومعرفة ما يدور في عقولهم وما تختزله قلوبهم ومحاولة العمل على تحقيق ذلك قدر الإمكان.

س . أين تجدين نفسك اليوم بعد مرور ما يقارب أربع سنوات على عملك كوزيرة للبيئة وتغير المناخ في الحكومة الكندية الفيدرالية؟

بعد ما يقارب من 4 سنوات منذ إنتخابي كعضو في البرلمان الكندي، وحتى الآن كوزيرة للبيئة في الحكومة الكندية الفيدرالية، أشعر بأنني محظوظة جدًا لأنني أجد نفسي  أحمل مسؤولية هذا الملف الهام وهو البيئة وتغير المناخ، حيث أنه من خلال هذا الموقع أعمل بصدق من أجل خدمة المجتمعات الكندية بشكل خاص والمساهمة بحماية العالم من تأثيرات التغير المناخي بشكل عام، حيث أن الأمر بالغ الأهمية، ويهتم بالبيئة وما يعنيه ذلك بالنسبة لصحة الإنسان خاصة مع الحفاظ على توفير البيئة المناسبة للحصول على الهواء النظيف والمياه النظيفة وحماية الحيوانات.

إن تغير المناخ هو أمر بالغ الأهمية ويعتبر قضية حاسمة حقا وتحظى بأهمية بالغة بالنسبة لكندا وأيضا بالنسبة للعالم.

لا تنسى أن العاصمة أوتاوا ومنطقة جاتينو تعرضت لفيضانات منذ فترة قصيرة وهذا كان متكرراً خلال بضعة سنين متقاربة، وهذه الفيضانات كان من المفترض أن تحدث مرة واحدة في كل مائة عام، مما يعني أن هناك ضرورة مُلِحة للإهتمام بهذا الملف والعمل المتواصل من أجل تحقيق الأفضل للحياة بشكل عام.

لذلك أمضي الكثير من الوقت في العمل على المستوى الدولي في عالم المناخ ،  حيث تعاني البلدان في جميع أنحاء العالم من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات وغيرها، وهذا نتاج التغير المناخي، إنه أمر مثير للغاية، لذلك أدرك تماماً مدى أهمية العمل الذي نقوم به من أجل الكنديين ولكن أيضا من أجل العالم، إنه أمر بالغ الأهمية.

س . ما هو الإقرار الضريبي الحكومي الجديد المتعلق بموضوع تغير المناخ ، وكيف يعمل ولماذا الآن؟

الإقرار الضريبي هو يتعلق بالإجراءات المناخية التي تتخذها الحكومة الفيدرالية الليبرالية وهي تمثل عائدات ضريبة الحوافز، حتى نعمل على تشجيع الجميع بالمساهمة في معالجة المشاكل الناجمة عن تغير المناخ .

 إننا نعرف ما هي المشكلة وأحد الطرق الحيوية التي تتعامل بها البلدان في جميع أنحاء العالم هي محاولة جعل بلدانهم خالية من التلوث، حيث أننا جميعاً ندفع تكاليف التلوث البيئي، وتكاليف التأمين، وتكاليف صحة وحياة الناس، لذلك لم يعد التلوث مقتصراً على أنه يكلف إنبعاث الغاز قليلاً أو نتيجة تدفئة المنزل، وإنما أصبح يؤثر على المناخ وما يترتب على ذلك من تأثير سلبي على البيئة.

لذلك وجدنا أنه من الضروري أن يكون لدى الناس حافز لدفع مبالغ أقل باستخدام السيارات ذات الطاقة النظيفة أو الاستثمار في وسائل النقل العام  التي تعمل من خلال الطاقة الكهربائية - وهنا نأمل أن تبدأ عملها LRT قريبًا في أوتاوا.

كما يمكنك من خلال الطاقة النظيفة أن تحصل على طاقة أكثر كفاءة في منزلك ، لكننا نعتقد كحكومة بالتأكيد أن ضمان القدرة على تحمل تكاليف ذلك هو أمر بالغ الأهمية ، لذلك نحن نعيد للعائلات أموالاً حتى تساعدهم بالمساهمة بالمحافظة على البيئة، وبذلك سيحصل 80٪ من العائلات على أموال من خلال حافز الإجراءات المناخية عندما يتقدمون بتعبئة ملف الضرائب، وستحصل هذه العائلات على هذا المال حتى نشجعهم على المساهمة بالمحافظة على البيئة، لأننا نحتاج فعلاً إلى اتخاذ إجراء عملي بشأن تغير المناخ ، هذا  أمر مهم للغاية.

 في كندا ، نحن نُعتبر من أفضل الدول في العالم من حيث حماية البيئة من التلوث وهذا الأمر كان له تأثير كبير على الكنديين ولكن أيضاً على العالم.

إن حافز الإجراءات المناخية من خلال المال الذي ستحصل عليه العائلات المستفيدة من هذا البرنامح هو أمر بالغ الأهمية، بالتوازي مع ذلك قمنا أيضاً بتخفيض الضرائب على الكنديين من ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة، مما يعني أن الأسرة النموذجية ستحصل على ما يقارب 2000 دولار في العام أكثر مما كانت عليه في ظل الحكومة السابقة.

لذلك كان من المهم حقاً أن نتأكد من أن الحياة الكريمة هي حق وفي متناول الجميع لأنني أعرف أن الكثير من الناس يشعرون بالقلق حيال مقدار الأموال التي يحتفظون بها في نهاية اليوم، لذلك نحن لا نعمل على إجهادهم بل نعمل على تحفيزهم ومن أجل تشجعيهم ومساعدتهم.

 لذلك قمنا بمنح تسع من كل عشرة أسر كندية المزيد من الأموال المتعلقة بضريبة الطفل الكندية Child Tax Benefit مما ساهم في مساعدة ثلاثمائة ألف طفل وإنتشالهم من الفقر، وهذا قد ساهم بالتحديد بمساعد عشرة آلاف أسرة هنا في منطقة أوتاوا سنتر على سبيل المثال، لذلك نحن نقوم بأمور مهمة للغاية، ونشعر بالواجب إتجاه التأكد من أن الناس يحظون بالحياة الكريمة.

كما أننا نعمل على التأكد من أن يكون أيضاً المناخ مناسبًا ، ونعمل على معالجة المشاكل الناجمة عن التلوث مع التأكد من حصول الناس على المال الذي يساهم بذلك، لذلك نجعل المتسببين بهذا التلوث يدفعون الضرائب وهذه الأموال، حتى ندفعها مرة أخرى للناس.

سبب قيامنا بذلك الآن هو أننا نحتاج إلى خطة جادة للتصدي لتغير المناخ ، وقد رأينا العديد من حرائق الغابات هنا في شمال أونتاريو ، وفي ألبرتا ، وهي التي أصبحت تبدأ في وقت مبكر وتحترق لفترة أطول بسبب تغير المناخ.

كما أن الفيضانات الذي رأيناها ، والجفاف ، وما نراه في القطب الشمالي حيث تذوب  الثلوج ، وهو ما يؤثر بشكل كبير على البنية ​​التحتية،  لذا ، أعتقد أن العالم بأسره أصبح يهتم بهذا الأمر بموجب اتفاق باريس الذي تفاوضنا عليه، وشاركت في المفاوضات حوله، حيث وافق العالم بأسره على أن كل بلد يحتاج إلى القيام بدوره إتجاه التغير المناخي، بما في ذلك كندا.

س . تتحدث حكومة الليبرال عن إنجازات كبيرة خلال المرحلة الماضية ، هل ممكن أن تحدثينا عن ذلك؟

أعتقد أن من أعظم إنجازات الحكومة الليبرالية هو تركيزنا على مساعدة الناس، وأعتقد أنه لدينا الآن أدنى معدل للفقر والبطالة الذي شهدناها في كندا، لذا فإن مساعدة 300000 طفل من خلال زيادة ضريبة الطفل  Child Tax Benefitهو أمر في غاية الأهمية. إنه ليس مجرد أمر عابر، ولكن هذا يعني أن هؤلاء الأطفال فُتِح أمامهم باب الأمل وبات لديهم بالفعل فرصة للنجاح  في حياتهم.

فيما يتعلق بالوظائف، نفخر كحكومة بأننا أنشأنا مليون وظيفة وبات لدينا اليوم أدنى معدل للبطالة في السنوات الأربعين الماضية.

أيضاً لدينا اليوم زيادة بمقدار 60٪ في الاستثمارات الأجنبية وهذا لأول مرة منذ التسعينات. كما قمنا باستثمارات جادة للغاية في الإسكان الميسور، لأن مسألة توفير الإسكان الميسور بما في ذلك في العاصمة أوتاوا يمثل أولوية بالنسبة للحكومة ، حيث كما تعلم أن الإسكان اليوم باهظ الثمن.

 كما أننا نفخر اليوم بأن حكومتنا قد قامت بتقديم الدعم  لكبار السن وزيادة دخلهم، وبالمقابل أعدنا سن التقاعد إلى 65 عام، وذلك من أجل ضمان حياة كريمة في سن الشيخوخة وخطة دعم التقاعد في كندا، وأعتقد أن هذا الأمر يتعلق بكيفية تحسين مستوى حياتنا بعد سن التقاعد ، وهذا هو السبب في أنني دخلت منذ البداية بالعمل السياسي لأنني شعرت حقًا في ظل الحكومة السابقة أن التركيز لم يكن على الناس والإرتقاء بتقديم أفضل الخدمات لهم في مختلف المراحل العمرية، لذلك أنا فخورة حقًا بأن هذا ما نقوم به كحكومة،  ولأنني محامية في مجال حقوق الإنسان، أهتم بهذا الشأن كثيرًا ، فهذا الأمر ليس ثانوياً بل هو أساسياً، ويمثل أولوية لدى حكومتنا.

س. كيف تعتقدين ، كسياسية ووزيرة للبيئة وتغير المناخ، أفضل الطرق للتواصل في أعقاب المآسي التي وقعت من قبل الجماعات الإرهابية أو الأفراد من وقت لآخر وفي أماكن مختلفة؟

للأسف ، في أعقاب المآسي التي تحدث ، من المهم للغاية أن لا نكون خارج المجتمع المكلوم، لذلك ذهبت إلى المسجد وأعلم أن الناس يقدرون ذلك، كما  أن الشرطة كانت هناك ونحن كممثلي المجتمع كنا هناك.

أؤمن أنه من المهم أن نقف مع بعضنا البعض ونظهر أننا مجتمع واحد وقوي ومتماسك، بغض النظر إن كنت مسلمًا أو غير ذلك، فعندما تقع المآساة وتكون مع الناس وتواسيهم وتظهر لهم الدعم والمساندة، وتفهم مدى الصدمة الناجمة عن مثل هذه الأحداث المؤسفة، وتعبر عن أن هذا الأمر غير مقبول وأننا نقف ضد العنف والكراهية والتعصب من جميع الأنواع تحظى بالإحترام وينعكس ذلك بلا شك على السلم المجتمعي.

 لكن لكي يكون هناك حلول منطقية وفاعلة، أعتقد أنه يتوجب أن يكون هناك خطط آنية وخطط طويلة الأجل لأننا في هذا العصر من وسائل التواصل الاجتماعي -  هناك البعض ممن يبثون الكراهية والتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي - لذلك أتفهم معنى الإستهداف جيداً وما يتركه من أثر سلبي في النفس.

لذلك  يجب أن يكون هناك عمل سوياً من أجل الوصول إلى الأشخاص الذين قد يشعرون بالغضب لأنهم لا يفهمون جوهر الأديان المختلفة وما تحمله معها من تسامح وقيم إنسانية رائعة، للتأكد من أنهم لا يفعلون هذه الأشياء غير المقبولة تمامًا، وأنا أدرك بأن هذا هو أمر ليس سهل، لكننا في الحكومة نعمل على ذلك قدر الإمكان.

لذلك نعم، أولاً وقبل كل شيء يجب البدء في التأكد من أن أماكن العبادة آمنة، ولكن بعد ذلك يجب التأكد من تعزيز وإحترام مفهوم التنوع والتسامح، وأعتقد أن الناس بحاجة إلى فهم أفضل للأديان المختلفة وللحوار مع بعضهم البعض.

لقد كانت زميلتي سلمى تتبنى فكرة جيدة، وهي عضو في البرلمان في منطقة تورونتو، وتحدثت عن الأشياء الصغيرة التي يمكننا القيام بها، واعتقد أنها كانت فكرة مثيرة للاهتمام ، قد لا تغير العالم ولكنها ستزيل  معوقات القبول وفهم الآخر في مكان ما، حيث كانت تفطر في شهر رمضان في الكنيسة وتحتفل بعيد الشكر في مسجد، وهي تفعل ذلك كل عام حتى تتمكن من الجمع بين المجموعات المختلفة ثقافياً وعقائدياً، ومساعدتها على فهم بعضهم البعض وخلق حوار بناء فيما بينها.

نحتاج بلا شك إلى القيام بعمل أفضل لفهم الأشخاص الذين لديهم ثقافات وخلفيات دينية وعقائدية مختلفة، لأن هذا لا يعني أن لديهم قيماً إنسانية مختلفة، إنه مختلف تماماً لأن الأشخاص المختلفين لديهم آراء أو وجهات نظر غير دقيقة في بعض الأحيان، وأعتقد أن كسر الحواجز بين الناس مهم للغاية لأننا نعيش في بلد عظيم،  وأعتقد أن جميع الكنديين يشتركون في نفس القيم النبيلة المبنية على التنوع والتسامح، ولكننا بحاجة إلى مواصلة التأكد من فهمنا لبعضنا البعض، حيث يعتمد المجتمع الكندي على أيديولوجية أننا جميعاً متساوون وأننا بلد لا يميز بين السكان الأصليين أو أنك هنا كمهاجر بغض النظر عن الدين والخلفية الثقافية.

 أيضاً في كندا ، نؤمن بأن للناس جميعاً الحق في ممارسة الحريات الفردية وحقوقهم بممارسة دياناتهم وثقافافتهم المتنوعة، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى التأكد من استمرار حوارنا مع بعضنا البعض والتعرف على الثقافات والأديان المختلفة أكثر لإظهار أننا جميعاً متشابهين جدا خاصة في القيم الإنسانية التي تربط بيننا.

س . اين ترين كاثرين ماكينا اليوم وهل أنتي راضية عما تم تحقيقه منذ توليك منصب وزير البيئة وتغير المناخ؟

أنا فخورة جدًا بما أنجزته مع الحكومة إلى جانب الكنديين فيما يتعلق بالبيئة، وأعتبر ثاني وزير قضى أطول فترة في هذا المنصب في تاريخ كندا،  كما أنه لدينا أول خطة وطنية جادة للتصدي لتغير المناخ.

 لقد أعلنا مؤخرًا أننا نتصدى للتلوث الناجم عن البلاستيك الذي يتسبب بإختناقات في الأنهار والبحيرات والجداول المائية مما تسبب بفيضانات. لذلك نحن نضاعف مقدار  العمل على حماية الطبيعة ، وقد جعلنا الحدائق مجانية للمهاجرين الجدد للسنة الأولى، ونعيد النظر في كيفية مراجعة المشاريع الكبرى للتأكد من أن المشاريع الجيدة تمضي قدماً في خلق فرص عمل تفيد السكان، وإذا كانت المشاريع  تتعلق بالتعدين أو النفط والغاز فإننا نعمل على التأكد من أنها تعمل بطريقة تحمي البيئة.

 لذلك، أعتقد أننا قمنا بالكثير من العمل كحكومة ، لكن لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله، وحماية الأمور الحيوية التي يهتم بها الناس مثل الحصول على الهواء النظيف والمياه النظيفة وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا وأعتقد أننا قمنا بالكثير في هذا المضمار.

س . ما هي أولوياتك بالنسبة لأبناء منطقتك في أوتاوا سنتر في المرحلة القادمة؟

أولاً أود التأكيد على أنني أحب الإستماع إلى الناس وأعرف إحتياجاتهم ، لذلك طرقت الكثير من الأبواب، وكنت أدرك أهمية التواصل مع الناس، وأولوية ما أخبرني به كثيرون خلال الانتخابات الأخيرة عندما قالوا لي أنهم يريدون  وسائل نقل أفضل على سبيل المثال، حيث سيتم توفيره من خلال LRT بالإضافة إلى البنية التحتية للدراجات والجسور. كما أرادوا منا أن يروا نهر أوتاوا أنظف، لذلك عملت على الدوام بمتابعة هذه الأمور بما فيها التأكد من أن النهر يتم تنظيفه بانتظام.

ليس هذا فقط بل عملت على التأكد من أن يكون لدينا اقتصاد نابض بالحياة ، لذلك شجعت على الاستثمار في شركات أوتاوا.  لقد استثمرنا حقًا في توفير مساكن بأسعار معقولة لأننا نحتاج حقًا إلى معالجة القدرة على تحمل التكاليف والإسكان،  ونعمل حقاً على توفير الوظائف للشباب وإيجاد حلول للأمور التي تهم المجتمع بشكل عام وأشعر بأن الجميع باتوا يشعرون بالفرق. وعموما ، أنا أركز اليوم على كيفية بناء وتطوير شاملة في العاصمة  الكندية أوتاوا حتى تصبح أكثر اخضراراً وإزدهاراً.

س. مع كل العمل الذي تقومين به ، وجميع التحديات التي تواجهينها كوزيرة للبيئة وتغير المناخ ، كيف يمكنك أن تبقين إيجابية في نهاية اليوم؟

أشعر بأننا نعيش في أعظم بلد في العالم وأنا محظوظة جدًا لأداء وظيفتي، وأتذكر ذلك لأنني أفكر في بلدان أخرى عشت فيها ممن هم أقل حظًا، ولديّ أطفال أيضًا، وأعتقد أن ما نحن عليه اليوم أننا نهتم ببناء مستقبل أفضل لأطفالنا وهذا بالنسبة لي يمثل أولوية، لذلك عندما أعود إلى المنزل أتذكّر بأن الأمر يتعلق بأطفالنا وهم من يستحقون المستقبل الأفضل، ولذلك أشاركهم لعب كرة السلة وأساعدهم في واجباتهم المدرسية وأستمتع بتناول العشاء ومشاهدة التلفزيون معهم.

س. كيف تجدين الوقت المناسب للبقاء بحيوية ونشاط وإيجاد توازن بين الحياة الشخصية والمهنية؟

الأمر ليس سهلاً بالتأكيد، ولكن هذه هي متطلبات الحياة وواجب الإنسان أن يتعامل مع تحدياتها خاصة إن كنت في منصب حكومي رفيع ويتطلب متابعة شؤون الناس وتوفير أفضل الخدمات لهم.

في الحقيقة، عندما بدأت عملي كوزيرة للبيئة والتغير المناخي عدت إلى المنزل وأوقفت هاتفي ، وفوجئ الجميع جدًا من ذلك، ولكن من الصعب حقًا أن يكون هناك الكثير من الأشياء الجارية التي يتوجب متابعتها لحظة بلحظة وتكون منعزلاً، ومع ذلك أعتبر نفسي محظوظةً جداً لأنني أستطيع ركوب دراجتي للذهاب إلى عملي الذي يبعد عن منزلي مدة 10 دقائق، كما أنني أقضي الوقت الذي أحتاجه في أن أكون مع أطفالي، وفي أيام الأحد لا أقوم بأي عمل  وأسخر كل وقتي مع عائلتي، وبذلك استطيع أن أستثمر في وقتي وأوازن بين حياتي المهنية والشخصية.

س . كوزيرة للبيئة وتغير المناخ في الحكومة الفيدرالية الكندية ، ماذا تودين قوله للجالية العربية من خلال صحيفة عرب كندا؟

إلى المجتمع العربي ، أود أن أقول إننا بحاجة إلى العمل معًا من أجل بناء مستقبل أكثر نظافة وأمناً من تغير المناخ الذي يمثل حقًا أحد أكبر التحديات التي تواجهها كندا، والتي يواجهها العالم والتي لها تأثير كبير على العديد من بلدان العرب أيضاً.

هذه البلدان التي لا تتمتع بوضع جيد أكثر من كندا وحتى في هذا التحدي الذي تواجهه، لذلك أقول دعونا نتقدم معًا ونواصل العمل العظيم الذي نقوم به جنباً إلى جنب ، حيث  أشعر أنني محظوظة جدًا لأنني قادرة على العمل مع المجتمع العربي والإسلامي في كندا، وأعتقد أن هذا الأمر إيجابي للغاية، وأنا أعلم أن حكومتنا مبنية على أيديولوجيا قائمة على أن التنوع وهو يمثل قوتنا، فلنحافظ على ذلك.

س. أخيراً ما رأيكم بصحيفة عرب كندا؟

إنها حقاً رائعة ، ونتمنى لكم التوفيق والمزيد من النجاح.