آخر الأخبار

اين نحن والى اين ؟ ،، محمد احمد سالم

عشرات من السنوات مرت والخيبات لم تنتهى ، ارتوينا بالكلام و بالأفعال متنا عطشا، انفصال بين غزة والضفة وانفصام بين الكلمة والفعل! سنوات من كارثة الانقسام المدمر ، ونحن بوسط هذا السخط العام، نتابع بأسي فاجع ، هذا المسلسل الممل، وتفويت الفرصة لترسيخ الوحدة الوطنية .

نعلم ان توحد قيادة الشعب الفلسطيني ،هو ما يؤرق زعماء الصهاينة ، اذ يهمهم بالدرجة الاولي ان يتعاملوا مع الشعب الفلسطيني كأفراد , وليس مع قيادة موحدة تتحدث باسم الشعب كله ، فلا يكفي لشعب غير موحد ومنقسم ، ان يعرض عدالة قضيته امام العالم ، فاين الموقف الفلسطيني الموحد ؟

والانقسام كان له كبير الأثر في تغيير الواقع ، المعيش وفصل غزة عن الضفة، لتكن لقمة سهلة ، ويصبح سيطرة الكيان الصهيوني عليها امرا وقع ، وكذلك تغير البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي .

ولا نغفل تلك الظواهر، التي طرأت على المجتمع الفلسطيني ، من انعدام العدل الاجتماعي، والركود الاقتصادي والبطالة المرتفعة، وكذلك ،بلا تنمية اقتصادية والذى يسبق ذلك كله ، هو تنمية الانسان ،فقد اهملت تنميته ثقافية وفكريا .

ولأنه ، هناك دائما الاهم فالمهم ، أي الحزب والفصيل قبل القضية و الشعب ، وهذا واحدا ، من اسباب هذا الضعف المستشري في جسد القضية ، ولكنني اتمنى دائما ان يفرق السادة اصحاب الحكم والتحكم ، بين امرين ..هما الخلافات السياسية او بين بعضهم البعض ،وتضارب المصالح الشخصية والحزبية، كما نشاهد اليوم .وبين المصالح الوطنية الاساسية .

وبعيدا عن وسائل الانتقام التي تمس حياة المواطنين ، وهذه الوسائل فى الحقيقة غير جائزة، أي ابقاء الموطن فى امان بعيدا عن اختلاف وتشاجر المسؤلين ، فمن يعمل لصالح القضية ، حقا عليه ان يحرص عليه ،من خلال الحرص على شعبنا وقضيتنا و مصالح شعبنا ،قبل كل شيء اخر.

ولنقف نتسأل هنا وبحق ...كيف نتغلب على الخلاف والتخلف والاختلاف ،وماهي نقطة البداية لذلك ؟ وهل يمكن ترسيخ نظام ديمقراطي له ملامح الاستقرار والقدرة على الاستمرار ،لمواجهة التحديات التي تواجه القضية؟

بدية لا يجوز ان يحتكم احد الا الى القانون والدستور، أي الهياكل القانونية والدستورية القائمة ، وهذه الافكار هي اساس بناء المجتمعات الحديثة اليوم, بمعنى اجراء انتخابات حرة، تكون كلمة الفصل فيها للشعب .

وقد نستنتج شيئا هام ، بعد مرور تلك السنوات ، واصبح موجودا في الكثير من مراجع علم النفس الاجتماعي، وهو ان السلطة المطلقة تخرج اسوا ما في النفس البشرية !

وليس تحكم اقلية ، في سبيل السيطرة على حكم ذاتي ! بلا انتخابات و بلا منطق ولا تشريع ، ان هذه المتناقضات العجيبة، والتى تؤدى الي ردود افعال وسخط بين احزاب وشخصيات، لا وجود لها بين الناس , وليست لها برامج مستقبلية .. فقط عشوائية الفكر السياسي وان وجد اصلا. .. لم يصل الى النضج ، ولا يعبر ،تعبيرا حقيقيا عن التيارات الاساسية فى مجتمعنا .

ان اسوا ورطة نقع فيها هي ان يستحوذ علينا شيئا ..سيئ سوء الانقسام ، و تعمق الاحتلال وتوسيع الاستيطان وتقطع اوصال المدن الفلسطينية ، وتهويد القدس الي حصار غزة، وتراجع مكانة القضية ، لتصبح من قضية كبري ، تفرض نفسها على جدول الاعمال الدولي الي قضية انسانية !

وليست قضية شعب له حقوق وطنية , وحق في الاستقلال والتحرر وتقرير المصير ، ان الأغلبية ضد استمرار الانقسام الذى تم بناء على خطة صهيونية محكمة، ونفذا على اكمل وجه !!

فهل الانقسام وجد لتمرير الصفقة؟

وهل من الممكن انهاء الانقسام ؟

ام انه مفروض علي الشعب الفلسطيني من الجهات التي تتحكم بالقضية منذ عقود !

انها حالة من الفوضى السياسية والذهنية , وبسب هؤلاء اصبحنا فى مرحلة يموت فيها على قيد الحياة جيلا متعاقب ومعاقبا.

كذلك هناك الكثير من المأخذ على الاحزاب ، التي لا تعبر تعبيرا حقيقيا عن المجتمع ، بعد ان اغفلت او تغافلت عن حقوق الانسان الفلسطيني معنويا ونفسيا وثقافيا وفكريا ، مما ترك اثرا وجرح عميق بالنسيج الوطني , واصبح الكثير غير مؤهل ، لبناء صرح الاستقلال والتحرر العملاق ، ومع كل هذه العشوائية السياسية , وبوجود نخبة سياسية ,لم تقرا جيدا مواقف الاطراف !

بمعني لم تكن لديهم رؤية سياسية ، لما سوف يحدث ، ولم تنتبه الى الفخ الذي نصب لها ، من قبل الصهاينة، ومنه فخ الانقسام المدمر ، وبذلك يتضح انها غير مؤهلة لمواكبة القضايا الوطنية الكبرى.