آخر الأخبار

فلسطين.. الشهداء صوت لا يسمع إلا في الجزائر !! عماره بن عبد الله

في وسط القاهرة وفي مباراة مصيرية لنهائي كأس أمم إفريقيا، جمعت المنتخب الوطني الجزائري ومنتخب السنغال، من منا لم يسمع المدرجات الجزائرية، وهي تهتز باسم “فلسطين” من منا لم يسمع بل صوتا وصورة، وبعد التتويج ونشوة الفوز هتاف محاربو الصحراء على أرض الميدان، وهم يهتفون أمام وسائل الإعلام العالمية التي وقفت مذهلة أمام هاته المشاهد، سواء في ملعب القاهرة أو عند الاستقبال الأسطوري وذلك الشلال البشري هنا في الجزائر، حينها عجز من تابع هاته المشاهد عن الفهم، لكونها ظاهرة لا تحدث إلا بالجزائر ولا يصنعها إلا الجزائريون.

فعلا هي محطة من عديد المحطات التي تعكس عمق العلاقة بين الجزائريين والفلسطينيين، ولعلنا نتذكر ما حصل منذ سنتين خلال مباراة ودية جمعت المنتخبين الجزائري والفلسطيني في الجزائر في ملعب 05 جويلية، عندما هتف الجمهور الجزائري لمنتخب “الفدائي”، ولوح بأعلام فلسطين بعد تسجيله هدفا في مرمى منتخب بلاده، والله غريبة جمهور يهتف لهدف في مرمى منتخب بلاده، هذا لا يحدث إلا مع الجزائريين عندما يتعلق الأمر بفلسطين، نعم عندما يتعلق الامر بفلسطين، لان هنا تتلاشى كل الاعتبارات ويصبح المنتخبان منتخبا واحدا، في مشهد مهيب أذهل الجميع حتى الصحافة العالمية، نعم بالبند العريض “شجعوا فريق فلسطين ضد فريق بلادهم” هكذا عنونت المواقع والقنوات والصحف العالمية، خبر مباراة منتخب الجزائر مع فلسطين ، أما أبناء الجزائر فقالوا لمنتخبهم: سنقتلكم إذا هزمتم فريق فلسطين، لان فلسطين يجب أن تنتصر ولا يمكن أن تُهزم حتى في الجزائر، لان فلسطين هي البوصلة وقضية الامة”، الله الله على معاني المجد والكبرياء التي غرست في هذا الشعب الأبي، وفي الصورة المعاكسة أي هناك في غزة والضفة الغربية، كان الفلسطينيون سلطة وشعب يتحلقون حول الشاشات ويخفق قلبهم لمنتخب الجزائر، لما لهذا المنتخب وشعبه مكانة في قلوبهم.

أعتقد أن تلك الأهازيج والهتافات وصلت مسامع السفارة الصهيونية في القاهرة، وخلقت صداع مزمن في تل أبيب، التي اعتقدت أنها فرشت البساط للتطبيع وسقوط فلسطين من العقل الجمعي، كما كان وقع ذلك كالصاعقة على اليمين الفرنسي الحاقد، لحد أن مارين لوبان عبرت عن غضبها وطالبت بنزع الجنسية وطرد الذين يحتفلون بانتصار الجزائر، هكذا كانت الرسالة التي وجهها شعب الجزائر للمحتل الفرنسي، الذي ظن أن الجزائر جزء من ترابه وأنه أستطاع تغريبها عن أمتها خلال 130 عام من الاحتلال، وهكذا غرس سكين المقاومة الشعبية في خاصرة مؤامرة الربيع التي اعتقدها البعض سترمي قضايا الأمة في غياهب النسيان، وتتجه بالأمة للانقسام والأحقاد والانتكاس، هكذا سقط وهم الذين ظنوا بأن الاحتلال والعزل والإقصاء والمعتقلات والتهجير والتشويه، سينهي مشاعر الانتماء ويغير بوصلة القضايا ويسقط مشروع المقاومة، فعلا هذا غيض من فيض لوفاء شعب الجزائر لشعب الجبارين شعب فلسطين، التي تحضر في قلوبنا في كل المناسبات والمحطات، فموقف الجزائر الثابت من الكيان الصهيوني ورفضها لأي نوع من التطبيع الدبلوماسي والتجاري أو الاقتصادي والثقافي، ناهيك عن وقوف الدبلوماسية الجزائرية إلى جانب الشَّعب الفلسطيني واستقلاله الكامل بمعنى استعادة كل شبر من فَلسطين الحبيبة، ورمي الصهاينة في البحر ورفضها لكل الضغوط الغربية وحتى العربية لإقامة أي نوع من العلاقات السرية مع الصهاينة، لان شعب الجزائر هو الشعب الذي أحرقَ طلابه وهم لايزالون في المرحلة الابتدائية كتبَ الجغرافيا، لأنه ورد فيها خطأً اسم دولة الكيان الغاصب مكان فلسطين وشنوا حملة ضدها، نعم إنها الجزائر التي لن يتردد شبابها وكهولها لحظة واحدة في الموت في سبيل تحرير فلسطين التي يعتبرونهاَ جزءا لم يتحرر بعد من أرض الجزائر.

هكذا قال أبناء الجزائر وبصوت عال: نفتخر بأننا نعشق بلدا اسمه فلسطين ونهيم بها حبا وهي تسكننا حتى النخاع، وقسما برب الكعبة لو تخلى كل العرب والعجم وأهل الأرض عنها فلن نفعل، وسيأتي يوم سترون فيه جحافل من خيرة رجالنا تشارك إخوانهم في فلسطين المحتلة لتحرير الأقصى الأسير المبارك، من رجس الصهاينة والصلاة فيه فرادا وجماعات، والأيام ستكون الفيصل بيننا ..!